للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليك مثل الذي صليت فاغتمضي … نومًا فإن لجنب المرء مضطجعًا (١)

وقال في صفة الخمر:

وقابلها الريح في دِنِّها … وصلى على دِنِّها وارتسم (٢) " (٣)

"أي دعا لها ألا تحمض وتفسد" (٤).

وأورد هذا المعنى أيضا الأزهري في تهذيب اللغة (٥).

وقال ابن القيم "وأصل هذه اللفظة يرجع إلى معنيين: أحدهما: الدعاء والتبريك. والثاني: العبادة. فمن الأول قوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهِمْ بِها وصَلِّ عَلَيْهِمْ إنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾ [التوبة: ١٠٣]. وقوله تعالى في حق المنافقين: ﴿ولا تُصَلِّ عَلى أحَدٍ مِنهُمْ ماتَ أبَدًا ولا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ﴾ [التوبة: ٨٤] وقول النبي صلى الله عليه وسم: "إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن كانصائما فليصلِّ" فسِّر بهما. قيل: فليدع لهم بالبركة. وقيل: يصلي عندهم بدل أكله. وقيل إن الصلاة في اللغة معناها الدعاء.

والدعاء نوعان: دعاء عبادة. ودعاء مسألة. والعابد داع كما أن السائل داع، وبهما فسر قوله تعالى ﴿وقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠]. قيل: أطيعوني أثبكم. وقيل: سلوني أعطكم. وفسر بهما قوله تعالى: ﴿وإذا سَألَكَ عِبادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إذا دَعانِ﴾ [البقرة: ١٨٦] ".

ثم قال رحمه الله تعالى: "والصواب: أن الدعاء يعم النوعين،


(١) ديوان الأعشى (٧٣).
(٢) المصدر السابق (٢٩).
(٣) معجم مقاييس اللغة (٣/ ٣٠٠).
(٤) تهذيب اللغة (١٢/ ٢٣٧).
(٥) تهذيب اللغة (١٢/ ٢٣٧).

<<  <   >  >>