للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليست من باب التشبيه، وبهذا يزول الإشكال الذي أورده بعض أهل العلم ؛ حيث قالوا: كيف تلحق الصلاة على النبي وآله بالصلاة على إبراهيم وآله، مع أن محمدًا أشرف من جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فالجواب أن الكاف هنا ليست للتشبيه، ولكنها للتعليل، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد: حميد يعني: محمود؛ مجيد يعني: ممجد، والمجد هو: العظمة، والسلطان، والعزة، والقدرة، وما إلى ذلك، "اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد"، كذلك أيضًا التبريك: تقول: اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد؛ أي: أنزل فيهم البركة، والبركة هي الخير الكثير الواسع الثابت، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، هذه هي الصلاة على النبي ، وعلى آله وسلم، وهذه هي الصفة الفضلى، وإذا اقتصرت على قولك: اللهم صل على محمد، كما فعل العلماء في جميع مؤلفاتهم، إذا ذكروا الرسول لم يقولوا هذه الصلاة المطولة؛ لأن هذه الكاملة، وأما أدنى مجزئ فأن تقول: اللهم صل على محمد" (١).

• قوله: "وعلى أزواجه": هن أمهات المؤمنين - رضي عنهن -. وقال ابن الجوزي : "والأزواج جمع زوج، والفصيح من الكلام أن يقال لامرأة الرجل زوج بغير هاء، وبذلك جاء القرآن" (٢).

• قوله: "وذريته": الذرية هي النسل، وقد يختص بالنساء والأطفال، وقد يطلق على الأصل (٣). وقال ابن الجوزي : "والذرية فيها قولان: أحدهما: أنها من الذر؛ لأن الله أخرج الخلق من صلب آدم


(١) شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم (١٤٠٧).
(٢) كشف المشكل من حديث الصحيحين (٢/ ١٧٠).
(٣) فتح الباري (٨/ ١٩٣).

<<  <   >  >>