للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا هي مصيخة (١) يوم الجمعة، من حين تصبح حتى تطلع الشمس، شفقًا من الساعة، إلا الجن والإنس، وفيها ساعة لا يصادفها عبدٌ مسلم وهو يصلي، يسأل الله شيئا إلا أعطاه الله إياه" (٢).

قال ابن القيم: "فهذا الحديث الصحيح مؤيد لحديث أوس بن أوس، دال على مثل معناه" (٣).


= ثم بعد أن كتبت ذلك رأيت الدارقطني قد ذكر ذلك نصًّا، فقال في كلامه على كتاب أبي حاتم في "الضعفاء" قوله: حسين الجعفي روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو أسامة روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم. فيغلط في اسم جده، تم كلامه.
وللحديث علة أخرى: وهي أن عبد الرحمن بن يزيد لم يذكر سماعه من أبي الأشعث.
قال علي بن المديني : حدثنا الحسين بن علي بن الجعفي، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر سمعته يذكر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس … فذكره.
وقال إسماعيل بن إسحاق في كتابه (ص ١١) رقم ٢٢ حدثنا على بن عبد الله … فذكره. وليست هذه بعلة قادحة، فإن للحديث شواهد من حديث أبي هريرة وأبي الدرداء، وأبي أمامة، وأبي مسعود الأنصاري، وأنس بن مالك والحسن عن النبي انتهى كلام ابن القيم جلاء الأفهام (ص ٦٩ - ٧١).
(١) مصيخة؛ أي مستمعة، مصغية.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الجمعة، باب فضل يوم الجمعة برقم (٨٥٤)؛ وأخرجه الترمذي في سننه، أبواب الجمعة، باب ما جاء في فضل يوم الجمعة (٢/ ٣٥٩) ح ٤٨٨. وأخرجه النسائي في سننه، كتاب الجمعة، باب ذكر فضل يوم الجمعة (٣/ ٨٩). وأخرجه مالك في الموطأ (١/ ١٠٨).
(٣) جلاء الأفهام (ص ٧١).

<<  <   >  >>