للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا قول الجهمية والمعتزلة وطوائف من متأخري الأشعرية، والفلاسفة النفاة، والقرامطة الباطنية (١) .

وهؤلاء لما نفوا عن الله تبارك وتعالى الوصفين جميعاً فقالوا إنه لا داخل العالم ولا خارجه وشبهوه بالمعدوم لم يكن لهم قول معين في صفة المعية لأن مذهبهم قائم على نفي جميع الصفات عن الله عز وجل.

القول الثالث: من فسر المعية بأن الله بذاته في كل مكان، وأنه حال في خلقه.

وهم حلولية الجهمية واحتجوا لقولهم هذا بنصوص "المعية" و"القرب" الواردة في القرآن الكريم مثل قوله تعالى س ألم تر أن الله يعلم مافي السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ش (٢) ، وقوله تعالى س يستخفون من الناس ولايستخفون من الله وهو معهم ش (٣) ، وقوله تعالى س هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منه وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير ش (٤) ، وقوله تعالى س إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ش (٥) ، وقوله تعالى س ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ش (٦) ، وقوله تعالى س وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ش (٧) ، وقوله تعالى س وهو الله في السموات وفي الأرض ش (٨) .

وقد زعم حلولية الجهمية أن المراد بهذه النصوص معية الذات وقرب الذات، فلذلك قالوا: إن الله بذاته في كل مكان.

الرد عليهم:


(١) انظر: نقض تأسيس الجهمية ١/٦، ٧، مختصر الصواعق ١/٢٣٧، الاقتصاد في الاعتقاد ص٣٤، تأويل مشكل الحديث ص٦٣، ٦٤، مجموع الفتاوى ٢/٢٩٧-٢٩٨ (٥/١٢٢-١٢٤) .
(٢) المجادلة ٧
(٣) النساء ١٠٨
(٤) الحديد ٤
(٥) التوبة ٤٠
(٦) ق ١٦
(٧) الزخرف ٨٤
(٨) الأنعام ٣

<<  <  ج: ص:  >  >>