للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم من توهم أن يكون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه فهو كاذب - إن نقله عن غيره - وضال - إن اعتقده في ربه - وما سمعنا أحداً يفهم هذا من اللفظ، ولا رأينا أحداً نقله عن واحد، ولو سئل سائر المسلمين هل تفهمون من قول الله ورسوله ((إن الله في السماء)) أن السماء تحويه لبادر كل أحد منهم إلى أن يقول هذا شيء لعله لم يخطر ببالنا)) (١) .

القول الرابع: وهو قول من يقول أن الله بذاته فوق العرش وهو بذاته في كل مكان.

وهذا هو قول جماعة من أهل الكلام والتصوف كأبي معاذ التومنى (٢) ، وزهير الأثري (٣) ، وأصحابهما (٤) ، وهو موجود في كلام السالمية (٥) كأبي طالب المكي (٦)


(١) مجموع الفتاوى ٥/١٠٢-١٠٦، وانظر أيضا نفس المرجع ٣/١٤٢.
(٢) أبو معاذ التومني من أئمة المرجئة ورأس فرقة التومنية منها.
انظر ترجمته ومذهبه في مقالات الأشعري (١/٢٠٤، ٣٢٦) ، (٢/٢٣٢) ، والملل والنحل (١/١٢٨) .
(٣) زهير الأثري، ولم أقف على ترجمته، وقد تكلم الأشعري عن آرائه بالتفصيل في المقالات (١/٣٢٦) .
(٤) انظر نقض التأسيس الجهمية (١/٦) ، والفتاوى (٢/٢٩٩) ، ومقالات الإسلاميين (١/٣٢٦) .
(٥) هم أتباع أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سالم المتوفى سنة (٢٩٧هـ) وابنه الحسن أحمد بن محمد بن سالم المتوفى سنة (٣٥٠هـ) ، وقد تتلمذ أحمد بن محمد بن سالم على سهل بن عبد الله التستري، ويجمع السالمية بين كلام أهل السنة وكلام المعتزلة مع ميل إلى التشبيه ونزعة صوفية اتحادية، انظر شذرات الذهب (٣/٣٦) ، وطبقات الصوفية (ص٤١٤-٤١٦) ، والفرق بين الفرق (ص١٥٧-٢٠٢) .
(٦) أبو طالب، محمد بن علي بن عطية الحارثي المكي، صوفي نشأ واشتهر بمكة، وهو صاحب كتاب "قوت القلوب" في التصوف وهو من أكبر رجال السالمية، قال عنه الخطيب البغدادي: (ذكر فيه أشياء مستشنعة في الصفات) ، توفي سنة (٣٨٦هـ) .

انظر ترجمته في تاريخ بغداد (٣/٨٩) ، وميزان الاعتدال (٣/٦٥٥) ، ولسان الميزان (٥/٣٠٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>