.. وفي سنة ١٣٥٨هـ/١٩٤٠م بادرت "هيئة عين زبيدة" بعد مغادرة الحجاج مكة المكرمة إلى بلادهم، بتوجيه العمال والمعلمين إلى منطقة الكسار في أعلى عرفة، وأمدتهم بالآلات وكل ما يحتاجونه لصيانة القناة، فأزالوا ما سقط فيها من الأوساخ والأتربة وغيرها؛ مما تخلف من آثار سقيا الجم الغفير من الناس في أيام الحج، واستمر العمال في عملهم من ذلك الموضع إلى مكة، وقاموا بمهمتهم خير قيام؛ فأصبح الماء نقيا خاليا من الأوساخ والعكار واستكملوا عملهم بإزالة طبقة متصلبة داخل القناة بطول ٤٨٠م بالقرب من عرفة، ثم أزالوا أشجار الشوك والحرمل المنتشرة بشكل كبير على جانبي القناة، ونفذت جذورها إلى داخل القناة وكادت تؤدي إلى خرابها (٤٦) .
... وقد استمرت أعمال صيانة ونظافة قناة عين عرفة طيلة عهد الملك عبد العزيز (ت١٣٧٣هـ/١٩٥٣م) ، حيث قامت أعمال كبيرة لتنظيف القناة في وادي نعمان حتى فاض الماء بمكة سنة ١٣٧١هـ/١٩٥٢م (٤٧) .
... وبناءا على ما سبق نرى أن الله سبحانه وتعالى قد وفق الملك عبد العزيز إلى دعم ومتابعة أعمال هيئة عين زبيدة، لأداء أعمالها في صيانة ونظافة القناة؛ فاستمرت العين في عطائها لسقيا سكان مكة وحجاج بيت الله الحرام وكان ذلك ثمرة تواصل الأعمال وبذل الجهود وإخلاص النية.
٣ ترميم وبناء الخرزات وأجزاء من القناة:
... تعددت أعمال الترميم والبناء في قناة عين عرفة وخرزاتها في عصر الملك عبد العزيز، وقد نشرت تقارير عن تلك الأعمال في سنين مختلفة بصحيفة أم القرى؛ وهو ما لم نعثر عليه في المصادر والمراجع المتوفرة على حد علمنا؛ وبناءً على ذلك سنعرض تلك الأعمال وفق تسلسلها التاريخي، ثم نتبعها بما عثرنا عليه من أدلة مادية تجلي لنا حقيقة تلك الأعمال وتقدم لنا صورة عن طراز عمارتها في عهد الملك عبد العزيز.