للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّ تتبعَ الطُّرق المختلفة للروايةِ الواحدةِ، ومحاولة ربط الأسانيد بعضها ببعضٍ، ومحاولة بيان الإسناد العالي وأقسامهِ المختلفةِ للرواياتِ ليسَ هو الغرض الوحيد للمُصَنِّفِينَ للمُسْتَخْرَجَاتِ، وَمعاجم الشُّيوخِ والمَشْيَخَاتِ (١) . . وإنَّما شَاركَتهُ أغراضٌ أُخرى مُتَعَدِّدة حاولَ المُصَنِّفُون مُعالجتها، بعضها يتعلَّقُ بالأسانيدِ، وبعضُها الآخرُ يتعلَّقُ بالمتونِ، ويُمكنني أن أُجْمِلَ بعضَ هذهِ الأغراض وفوائدها بما يأتي:

ا- عُلُو الأسنادِ: إنَّ علو الإسناد: هو قِلَّةُ الوسائِط في السَّنَدِ، أو قِدَمِ سَمَاع الرَّاوي، أو وفاته (٢) ، وهو سُنَّةٌ مِن السُّنَنِ (٣)


(١) انظر فوائد معاجم الشُّيُوخ في كتابنا ((عِلْمُ الأثبات ومعاجمُ الشُّيُوخِ والمشيخات)) طبع جامعة أمِّ القرى. وينبه هنا أنَّ المقصود بمعاجم الشيوخ والمشيخات ليس على إطلاقها، بل مقيد بمدرسة المعاجم والمشيخات التي تنتمي إلى مدرسة تتبع الرواية الواحدة، واستخراجها من عدة مصادر، وربط الأسانيد بعضها ببعض.
(٢) فتح المغيث: ٣/٥.
(٣) من ذلكَ حديث أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنهُ في مجيء ضِمام بن ثَعْلَبَةَ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ليَسْمَعَ منهُ مُشَافَهَةً.. إذْ لو كانَ العُلُو غير مُسْتَحب لأ نكَرَ صلى الله عليه وسلم سؤالهُ عَمَّا أخبَرَ بهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك اقتصاره على خبرهِ لهُ.

انظر: معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري: ٥، شرح مسلم للنوويِّ: ١/١٩٦، فتح الباري: ١/١٤٨،، فتح المغيث: ٣/٥، تدريب الراوي: ٢/١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>