للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٠] محمد بن عائذ، أخبرنا الوليد، عن صخر بن جندلة (١) ، أنه حدثه عن يونس بن ميسرة بن حلبس (٢) ، عن أبي فوزة حدير السلمي (٣) ، قال: خرج بعث الصائفة، فاكتتب فيه كعب (٤) ، فلما انفر البعث، أخرج كعب، وهو مريض، وقال: لأن أموت بحَرَسْتا (٥) أحب إلي من أن أموت بدمشق (٦) ، ولأن أموت بدَومة (٧) أحب إلي من أن أموت بحرستا، هكذا قدماً في سبيل الله عز وجل، قال: فمضى، فلما كان بفجّ مَعلولا (٨) ، قلت: أخبرني، قال: شغلتني نفسي، قلت: أخبرني، قال: إنه سيقتل رجل يضيء دمه لأهل السماء، ومضينا حتى إذا كنا بحمص (٩) توفي بها، فدفناه هنالك بين زيتونات بأرض حمص، ومضى البعث فلم يقفل حتى قتل عثمان، انتهى (١٠) .

[العصر الأموي]

[١١] محمد بن عائذ، أنا الوليد بن مسلم، حدثني مبشر بن إسماعيل (١١) ، عن جعفر بن برقان (١٢) ، عن أبي عبد الله؛ حرسي عمر بن عبد العزيز (١٣) ، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: حدثني حرسي معاوية أنه قدم على معاوية بطريق من الروم يعرض عليه جزية الروم، عن كل من بأرض الروم من كبير أو صغير جزية؛ دينارين دينارين، إلا عن رجلين؛ الملك وابنه، فإنه لا ينبغي للملك وابنه أن يجزيا، فقال معاوية - وهو في كنيسة من كنائس

دمشق -: لو صببتم لي دنانير جزية حتى تملؤوا هذه الكنيسة، ولا يجزي الملك وابنه ما قبلتها منكم، قال الرومي: لا تماكرني، فإنه لا يماكر أحد مكراً إلا ومعه كذب، فقال معاوية: أراك تمازحنى، قال الرومي: إنك اضطررتني إلى ذلك، وغزوتني في البر والبحر والصيف والشتاء، أما والله يا معاوية ما تغلبوننا بعدد ولا عدة، ولوددت أن الله جمع بيننا وبينكم في مرج ثم خلى بيننا وبينكم، ورفع عنا وعنكم النصر، حتى ترى، قال معاوية: ما له قاتله الله! إنه ليعرف أن النصر من عند الله (١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>