للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الأمثلة السابقة تقفنا على أن تلك اللغات استخدمت التصغير في أغراض شتى بشكل مماثل لما نجده في اللغة العربية، فقد تعبر به عن التحقير والتقليل من شأن المصغر أو السخرية منه أو التحبب وإظهار الشفقة.

ولعل في دراسة النصوص القديمة لآداب تلك اللغة تطلعنا على أن وجود التصغير وإستخدامه يجعلنا نقول إن التصغير يمثل عنصراً قديماً للغة اندثر الآن في أغلب اللغات المعاصرة، فلم تبق منه إلا بقايا في ألفاظ لا زالت على ألسنة الناس، فالدلائل تشير إلى إن معظم اللغات الآن تستخدم الوصف بدلاً من التصغير فاللغة الإنجليزية غالباً تستخدم قطة صغيرة ((Little cat)) عوضاً عن Kitten مع أنه ما زالت هذه الكلمة موجودة، ويستعملها القلة من المتحدثين وأحسبها من بقايا التصغير في اللغة الإنجليزية. لذا فإن التصغير - في أغلب الظن - يمثل مرحلة لغوية قديمة أستعيض عنه بما يدل عليه الآن وهو الوصف.

وخلاصة القول:

١ - إن التصغير ليس وقفاً على لغة بعينها، وإنما هو ظاهرة قديمة موجودة في معظم اللغات لا تكاد تخلو منه أي لغة.

٢ - إن التصغير إندثر في كثير من اللغات، ولم نعد نجد إلا بعض بقاياه.

٣ - التصغير في حقيقة أمره وصف، فإذا صغرت الشيء فقد وصفته.

٤ - إن معظم اللغات المعاصرة تستخدم الوصف بدلاً عن التصغير، فكثير من أدباء العربية المعاصرين يستعملون الوصف عوضاً عن التصغير. وكذلك الحال في اللغة الإنجليزية.

٥ - إن معظم أغراض التصغير التي يعبر عنها التصغير في اللغة العربية كالتحبب والشفقة والتحقير ... نجدها ممثلة في اللغات الأخرى كالانجليزية والألمانية والإيطالية.

لذا فلعلنا لا نعدو الصواب حين نقول إن هنالك ظواهر مشتركة بين اللغات. وأن التصغير معنى. والمعاني لاتنفرد بها لغة دون الأخرى.

الهوامش والتعليقات

(١) F. Desaissure , Course in General Linguistics P ٨.

(٢) ابن هشام: شذور الذهب ص ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>