للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعد كتاب تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس لمؤلفه الحافظ ابن الفرضي من كتب الرجال التي تحدثت عن علماء بلد معين في فترة محددة، حيث عُني هذا الكتاب بنخبة من علماء المجتمع الإسلامي بالأندلس منذ أن دخلها الإسلام وحتى نهاية القرن الرابع الهجري، وبالرغم من كون هذا الكتاب يمثل المحاولة الأولى لهذا النمط من الكتابة التاريخية بالأندلس إلا أنه جاء ضافياً ومهماً في موضوعه، ولهذا عد الدكتور حسين مؤنس ابن الفرضي شيخ أصحاب معاجم التراجم الأندلسية ومقرر أصول هذا الفن الذي اتصل في الأندلس والمغرب بعد ذلك قروناً طويلة (١) ، كما عده المستشرق الأسباني انخيل حنثالث بالنثيا بأنه أقدم معجم رجال بين أيدينا (٢) ، وقد لقي هذا الكتاب قبولاً عند عدد من مؤرخي وكتاب الأندلس كالحميدي (٣) ، وابن عميرة (٤) ، وغيرهم، وغير الأندلسيين كالذهبي (٥) ، ولعل هذا التميز الذي حظي به هذا الكتاب وتلك المنزلة العالية التي تبوأها من الأسباب القوية التي جعلت شيخ مؤرخي الأندلس أبا مروان بن حيان

يقول عن مؤلفه ابن الفرضي: (لم ير مثله بقرطبة في سعة الرواية، وحفظ الحديث، ومعرفة الرجال ...) (٦) .


(١) المؤرخون والجغرافيون ص ٩٩.
(٢) تاريخ الفكر الأندلسي ص ٢٧١، ولا شك أنه يقصد أقدم معجم رجال في الأندلس، أما في المشرق فهناك: التاريخ ليحيى بن معين (ت ٢٣٣هـ) ، التاريخ الكبير للبخاري (ت ٢٥٦) ، الطبقات الكبرى لابن سعد (ت٢٣٠هـ) ، الطبقات لخليفة بن خياط (ت ٢٤٠هـ) ، التاريخ لابن أبي خيثمة (ت ٢٧٩) وغيرها.
(٣) جذوة المقتبس ص ٢٣٨.
(٤) بغية الملتمس ص ٣٢٢.
(٥) سير أعلام النبلاء ج ١٧ ص١٧٨.
(٦) ابن بشكوال: الصلة ص ٢٥٢، (نقلاً عن ابن حيان) ، الذهبي: تذكرة الحفاظ ج ٣ ص ١٠٧٦ (نقلاً عن ابن حيان) .

<<  <  ج: ص:  >  >>