للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد بقرطبة في ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة (١) ، وبها طلب العلم أول حياته على عدد من العلماء يكثر تعدادهم كما يقول ابن بشكوال (٢) وكان من أهمهم عبد الله بن إسماعيل بن حرب بن خير المتوفى سنة ثمانين وثلاثمائة، وقد ذكر ابن الفرضي أنه سمع منه وكتب عنه وأجاز له كل ما رواه (٣) .

ومنهم عبد الله بن محمد ابن القاسم بن حزم بن خلف الثغري المتوفى سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة؛ إذ يذكر ابن الفرضي أنه أخذ عنه ما لم يكن عند شيوخه وذلك حينما نُفي من " قلعة أيوب " (٤) إلى قرطبة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وكان مما أخذه عنه كتاب معاني القرآن للزجاج، حيث قرأ عليه الكتاب من أوله إلى آخره (٥) .


(١) ابن بشكوال: الصلة ص ٢٥٣، ابن خلكان: وقيات الأعيان ج٣ ص١٠٦، المقري: نفح الطيب ج٢ ص١٢٧، وقد ذكر أبو عمر بن عبد البر – أحد تلاميذه – أن بينهما في السن نحو خمس عشرة سنة، والصحيح سبع عشرة سنة لأن ابن عبد البر ولد في ربيع الأول سنة ثمان وستين وثلاثمائة كما كتب ذلك بيده (ابن بشكوال: الصلة ص ٢٥٢ و ٦٧٩)
(٢) الصلة ص٢٥١.
(٣) تاريخ العلماء: ترجمة ٧٤٨.
(٤) قلعة أيوب (calatayud)) نسبت إلى أيوب بن حبيب ثاني ولاة الأندلس الذي جدد بناءها، وهي تابعة للثغر الأعلى، وتقع غربي مدينة سرقسطة على بعد خمسين ميلا. (ابن غالب: فرحة الأنفس ص ١٩، البكري: جغرافية الأندلس ص ٩١، الإدريسي: صفة المغرب ص ١٩٠) .
(٥) تاريخ العلماء ترجمة ٧٥٣، وقد ذكر ابن الفرضي أنه قدم عليهم في قرطبة حينما نفي من بلدة قلعة أيوب بسبب تشدده في الإنكار على بعض خواص السلطان، كما يذكر أن شيخه هذا رحل إلى المشرق وتزود بالعلوم على علماء بغداد، والكوفة، والشام، وتوفي بقلعة أيوب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وستين سنة (تاريخ العلماء ترجمة ٣٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>