للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى أية حال فإن إفادات ابن الفرضي من الرازي جاءت أقل من سابقيه إذ أن معظم نقولاته عنه كانت فيما يتعلق بتحديد سنة الوفاة للأشخاص، وهذه تكررت عشرات المرات في ثنايا كتابه (١) وفيما عدا ذلك فقد كانت إفادته منه محدودة، كذكر نسب بعض الأشخاص (٢) ، أو ذكر أحداث وفيات بعضهم (٣) ، وكان ابن الفرضي يذكر الرواية عن الرازي مختصرا الإسناد إذ لم يكن يذكر حتى العائذي إلا نادرا (٤) ، على الرغم من كونه الواسطة بينهما كما ذكر ذلك في المقدمة، ولا أستبعد أن تكون هذه المحدودية في الإفادة من الرازي كان مبعثها سببان الأول كون مؤلفات الرازي مؤلفات تاريخية عامة تعنى بالدول وأحداثها أكثر من عنايتها بالأشخاص وعلمهم وهذا الأخير هو ما كان يبحث عنه ابن الفرضي.

أما السبب الثاني فهو أن الرازي كانت اهتماماته ومنهجه أقرب إلى المؤرخين منه إلى علماء الحديث وبالتالي ربما كانت معاييره العلمية وحديثه عن الرجال أقل من معايير ابن الفرضي ولهذا لم يكن ابن الفرضي يقتنع بما ذكره الرازي.


(١) انظر على سبيل المثال ترجمة ١٩، ٦٩، ٧٢، ٧٧، ٨٢، ١٠١، ١٠٢، ١٠٤، ١٠٦، ١٠٧، ١١٠، ١٢٠، ٢٥٠، ٢٦٨، ٤٧٣، ٤٩٩، ٥٣٩، ٥٦٩، ٥٨٦، ٦٠٤، ٦٥٩، ٦٦٣، ٧٨٥، ٧٩١، ٨٢٥، ٨٩٨، ١٠٠٥، ١١١٤.
(٢) ابن الفرضي تاريخ العلماء ترجمة ٦٣١، ٦٥٩.
(٣) المصدر السابق ترجمة ٨٢٥، ١٠٤٥.
(٤) المصدر السابق ترجمة ٥٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>