تَحَمَّلَ مِنْها أَهْلُها، وَخَلَتْ لها
فالمستبين هنا: الأطلال.
والماثل: الرسوم اللاطئة بالأرض.
يريد: من هذه المنازل منها ما يستبين، ومنها ما لا يستبين.
والماثل في غير هذا الموضع: القائم المنتصب، فهي من الأضداد، قال الشاعر: (١٤)
على الجِذَلِ إلآ أنَّهُ لا يُكَبرُ
يَظَلُ بها الحِرْ باءُ للشَّمْسِ ماثلاً
حَدَا بهُم إلى زَيْغٍ فزَاغُوا
(٧) فكمْ متفرغين مُنُوا بجَهْلٍ
وَأَوْرَطَهُمْ مَعَ الرَجُلِ الَّرداغُ
وزيغَ بِهِمْ عَن المُثْلَى فَتَابُوا
إلى نارٍ غلى مِنْها الدِّماغُ
فزلَّت فيهِ أَقدامٌ فصارَتْ
الشاهد: كلمة (المثلى) في البيت الثاني، وهي بمعنى: الطريقة المستقيمة، ومنه قوله تعالى " ويذهبا بطريقتكم المثلى " (١٥)
والبيت أنشده للمؤلف والده الذي أخذه عن أبي محمد القشاني المؤدب عن أبي سعيد الضرير.
وزاغ أي: عدل عن الطريق.
والرداغ: الردغة: الماء والطين والوحل الشديد. (١٦)
رِقابُ وُعولٍ على مَشرَبِ
(٨) كأَنَّ تَماثيلَ أرْيافِهِ
الشاهد: كلمة " تماثيل "جمع كلمة " تمثال " بمعنى الصورة.
ومثله قوله تعالى " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل " (١٧)
والوعول مفردها: وعل، وهو تيس الجبل، وعادة ما يشبه العرب الأشراف والرؤوس بالأوعال التي لا ترى إلا في رؤوس الجبال.
أنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى: " مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون * صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون * أوكصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين * يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير " [البقرة: ١٧٢٠]
أرْضُ وضاءَتْ بنورِكَ الأُفقُ
(٩) وأَنْتَ لَمّا ظَهَرْتَ أشْرَقَتِ ال