قال: ومعنى قوله تعالى: " كمثل الذي استوقد نارا " أي: مثل هؤلاء المنافقين كمثل رجل كان في ظلمة " لا يبصر من أجلها ما عن يمينه وشماله وورائه وبين يديه، وأوقد ناراً فأبصر بها ما حوله من قذى وأذى فبينما هو كذلك طفئت ناره فرجع إلى ظلمته الأولى، فكذلك المنافقون كانوا في ظلمة الشرك، ثم أسلموا فعرفوا الخير والشر بالإسلام، كما عرف المستوقد لما طفئت ناره ورجع إلى أمره الأول ". اهـ
والبيت للأشهب بن رميلة في مجموع شعره (٢٧) ، وهو أول بيت من ثلاثة أبيات، وهو يرثي قوماً قتلوا بفلج، وهو موضع بعينه كانت فيه وقعة.
كِ بِالْحقِّ والنّورِ بَعْدَ الظُّلَمْ
(١١) فَلَمّا أتانا رَسُولُ الملي
غَداة َأتانا من ارْضِ الحرمْ
رَكَنَّا إلَيْهِ وَلَمْ نَعْصِهِ
ك هلمّ إليْنَا وَفِينَا أَقِمْ
وَقلْنَا صَدَقْتَ رَسُولَ الملي
ك أرسلت نوراً بِدينٍ قيمْ
فَنَشْهَدُ أنكَ عِنْدَ الملي
الشاهد: والنور بعد الظلم: أراد بالنور: الإسلام، وأراد بالظلم: الجهالات والكفر، كما قال تعالى " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ". (٢٨)
والأبيات لحسان بن ثابت، يقولها في شهداء بدر (٢٩) ، ورواية الأول في الديوان: ... بالنور والحق، ورواية الأخير في الديوان: وحقاً بدين قيم.
وصارِمٌ مِنْ سُيوفِ الله مسلولُ
(١٢) إنّ الرسول لنورٌ يُسْتضَاءُ بهِ
الشاهد: لنور: أي: لضياء.
والبيت لكعب بن زهير (٣٠) من قصيده يمدح بها الرسول صلى الله عليه وسلم حين أتاه تائباً مسلماً، ويستضاء به: يهتدى به إلى الحق، والصارم: السيف. ومن سيوف الله: أي من سيوف عظمها الله بنيل الظفر والانتقام. والمسلول: المخرج من غمده.
وروايته في الديوان: إن الرسول لسيف ...
يُقِيمُ بِهِ البَريَّة َأنْ تَمُوجا
(١٣) وَيَظْهَرُ في البلادِ ضِياءُ نُورٍ
ويَلقَى من يُسَالِمُهُ فلُوجا
فَيَلْقَى مَنْ يُحارِبُهُ خَسَاراً