للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تابوتي رأس خنزير أحب إلي من أن يكون فيه مسند (١) ابن أبي شيبة) (٢) ، وكذلك قوله عن عبد الملك بن هذيل: (سمعت محمد بن أحمد يسئ القول فيه فينسبه إلى الضعف) (٣) ، كما روى لنا عن طريق السماع شمائل بعض الأشخاص ومن ذلك قوله عن محارب بن الحكم الاسكافي سمعت إسماعيل يقول فيه:

(أنه مجاب الدعوة وخرج إلى أرض الحرب مجاهداً في غزوة ... فمنحه الله الشهادة ...) (٤) .

وكان أحياناً لا يحدد مصدر سماعه مثل قوله سمعت بعض أصحاب خالد يقول: (أن أمير المؤمنين المستنصر بالله كان يقول: إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم بخالد بن سعد) (٥) .


(١) ابن أبي شيبة: هو الحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة المتوفى سنة ٢٣٥هـ. (الذهبي: تذكرة الحفاظ ج٢ ص٢٣٤، ٤٣٣) ، أما أصبغ بن خليل فهو أبو القاسم من أهل قرطبة كان حافظاً للرأي على مذهب مالك وأصحابه متعصباً له، توفي سنة ٢٣٧هـ وقد دارت الفتيا عليه بالأندلس خمسين سنة وقد ذكر ابن الفرضي أنه بلغ به التعصب لمذهب مالك أن أفتعل حديثاً في ترك رفع اليدين في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام (ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة ٢٤٧) ، ومسند بن أبي شيبة هو أحد الكتب التي أدخلها بقي بن مخلد إلى الأندلس لكن المتعصبين من فقهاء المالكية وقفوا ضد هذا الكتاب وغيره بسبب موقفهم من بقي بن مخلد، ويذكر ابن الفرضي أن قاسم بن أصبغ كان يدعو على أصبغ بن خليل ويقول: (هو الذي حرمني أن أسمع من بقي بن مخلد، يحض أبي على نهيي عن السماع منه والاختلاف إليه وكان لنا جاراً) (تاريخ العلماء ترجمة ٢٤٧) .
(٢) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة ٢٤٧.
(٣) المصدر السابق ترجمة ٨٢٢.
(٤) المصدر السابق ترجمة ١٤٧٠.
(٥) المصدر السابق ترجمة ٣٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>