للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبدو أن الكم الهائل من المادة العلمية التي جمعها، بالإضافة إلى تناثر جزئياتها، وكثرة تفصيلاتها الدقيقة، مع تعدد موارده ومصادره، واتساع إطارها الزماني جعلته أحياناً يفقد حاسته التاريخية مما أوقعه في بعض الأخطاء العلمية أو التناقض فيما يذكره من معلومات أو أخبار، فمن الأخطاء التاريخية قوله: ((وأخبرنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: محمد بن محمد بن معروف النيسابوري قال: نا عبد الرحمن بن الفضل الفارسي قال: نا محمد بن إسماعيل البخاري قال: نا يحيى بن بكير عن الليث قال: وفي سنة اثنتين وعشرين ومائة قتل عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أمير الأندلس)) (١) ، وهو بهذا القول الذي رواه بإسناده عن البخاري يناقض نفسه حيث ذكر حين ترجمته لعبد الرحمن الغافقي إنه توفي سنة خمس عشرة ومائة (٢) ، كما يخالف إجماع المؤرخين المسلمين الذين ذكروا أن وفاته كانت في أعقاب هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء سنة ١١٤هـ (٣) .

كما ذكر أن وفاة عبد الملك ابن قطن سنة خمس وعشرين ومائة (٤) ، وهذا التحديد غير متفق مع ما ذكره المؤرخون من أن وفاة هذا الوالي كانت في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين ومائة كما ذكره ابن عذاري (٥) ، وابن الأثير (٦) ، والمقري (٧) .

ولم تكن هذه التجاوزات والأخطاء قاصرة على تحديد سني الوفيات، بل تجاوزتها إلى بعض الأحداث التاريخية المشهورة ومنها قوله عن نهاية عبد العزيز بن موسى ابن نصير:


(١) المصدر السابق ترجمة ٧٧٣.
(٢) المصدر السابق ترجمة ٧٧٢.
(٣) المقري: نفح الطيب جزء ٣ ص ١٦ (نقلاً عن ابن حيان) ، ابن خلدون: العبر: ج٤ ص٢٥٨، وقد ذكر كل من ابن الأثير: الكامل ج٥ ص١٧٤ – ١٧٥، وابن عذاري: البيان المغرب ج١ ص ٥١، ج٢ ص٢٨، أن ذلك كان في سنة خمس عشرة ومائة
(٤) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة ٨١٤.
(٥) البيان المغرب ج٢ ص ٢٣١، ١٣٢.
(٦) الكامل ج٥ ص ٢٥٢.
(٧) نفح الطيب ج ٣ ص ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>