للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول (: (من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب؛ فليكثر الدعاء في الرخاء) (١) .

ويونس (إنما نجاه الله بسبب ذكره الله في الرخاء، قال تعالى: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ (١٤١) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢) فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ((٢) .

يقول الطبري: ((يقول تعالى ذكره: (فلولا أنه) يعني يونس كان من المصلين لله، قبل البلاء، الذي ابتلي به من العقوبة بالحبس في بطن الحوت، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ... ، ولكنه كان من الذاكرين الله قبل البلاء، فذكره الله في حال البلاء؛ فأنقذه ونجاه)) (٣) ، وأشار إلى هذا القول ابن كثير بقوله: ((قيل لولا ما تقدم له من العمل في الرخاء)) تم نسبه إلى بعض أهل العلم. (٤) واستدل عليه بحديث ابن عباس (٥) ، وقيل معناه لولا أنه سبح الله في بطن الحوت، وقال ما قال من التهليل والتسبيح، والتوبة إلى الله (٦) .


(١) رواه الترمذي في كتاب الدعوات، باب رقم (٩) ، ح ٣٣٧٩، والحاكم ١/٥٤٤، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٢/١٤٠ ح ٥٩٣.
(٢) سورة الصافات، الآيات ١٣٩ – ١٤٧.
(٣) جامع البيان في تفسير القرآن ٢٣/٦٤.
(٤) انظر تفسير القرآن العظيم ٤/٢٢.
(٥) انظر البداية والنهاية ١/٢١٩.
(٦) انظر المصدر السابق، الصفحة نفسها.

<<  <  ج: ص:  >  >>