للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لذلك ذكر اللَّه حياة القلوب ونورها وموتها وظلمتها في غير موضع كقوله تعالى: (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيحِقَّ الْقَوْل عَلَى الكَافِرِين ((١) ، وقوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ ولِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ (ثم قال تعالى: (واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه وأنَّهُ إِليْهِ تُحْشَرُون ((٢) ، وقال تعالى: (يُخرْجَ الحَيَّ مِنَ المَيّت ويُخْرِج الْمَيّت مِنَ الحَيّ ((٣) ... إلى أن قال: وإنما المقصود هنا ذكر حياة القلوب وإنارتها وفي الدعاء المأثور: " اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا " (٤)


(١) ... سورة يس، آية: ٧٠.
(٢) ... سورة الأنفال، آية: ٢٤.
(٣) ... سورة الروم، آية: ١٩.
(٤) ... هو جزء من حديث رواه عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: " ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك ... " فذكر الحديث إلى: " أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري.. " إلخ.

... أخرجه أحمد في مسنده (١/٣٩١، ٤٥٢) ، وابن أبي شيبة في المصنف (١٠/٢٥٣) (ح٩٣٦٧) ، وأبو يعلى في مسنده (٩/١٩٨) ، (ح٥٢٩٧) ، وابن حبان في صحيحه (٢/٢٣٠) كتاب الرقائق - باب ذكر الأمر لمن أصابه حزن (ح٩٥٩) ، والبزار كما في كشف الأستار (٤/٣١) ، (ح٣١٢٢) ، والطبراني في المعجم الكبير (١٠/٢٠٩-٢١٠) ، (ح١٠٣٥٢) . وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/١٣٦) وقال رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، إلا أنه قال: وذهاب غمي مكان همي، والطبراني ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح غير أبي سلمة الجهني، وقد وثقه ابن حبان. وقال الحافظ ابن حجر كما في الفتوحات الربانية (٤/١٣) : حديث حسن، وقال الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه لمسند أحمد (٥/٢٦٦) (ح٣٧١٢) : إسناده صحيح، وقد ذكر الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/٣٣٦-٣٤١) ، (ح١٩٩) هذا الحديث وقال: (وجملة القول أن الحديث صحيح من رواية ابن مسعود وحده، فكيف إذا انضم إليه حديث أبي موسى رضي اللَّه عنهما. وقد صححه شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ... ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>