ثم أعلن من بعده التاجر الأمريكي الراهب ((شارل رسل)) المتوفى سنة ١٩١٦م، مؤسس مذهب شهود يهوه: أن المسيح سيأتي عام ١٨٧٤م، وذلك بعد دراسةٍ شاملةٍ للنصوص المتعلقة بالمجيء مع مجموعةٍ من أصدقائه، إلا أنه مني بخيبة أملٍ لعدم مجيء المسيح في تلك السنة.
ولإخفاء فشله أعلن سنة ١٨٧٦م أن المسيح جاء فعلاً إلا أنه أخفى نفسه. ثم ادعى أن نهاية العالم ستكون ١٩١٤م، وبعدها سيكون الحكم الألفي السعيد، إلا أن ذلك لم يتحقق، بل وقعت الحرب العالمية الأولى، ومن بعدها الحرب العالمية الثانية (١٩) .
إلا أن الأكثر منهم لم يحددوا لمجيئه وقتاً معيناً.
وجميع "الألفيين" يصرحون بأن للمسيح (مجيئين:-
المجيء الأول: ويسمى ((الاختطاف)) .
وذلك أن المسيح فيما يزعمون يأتي فيختطف صنفين من الناس:
الصنف الأول: الصالحون من الأموات من اليهود السابقين لمجيء المسيح، وكذلك الصالحون من أموات النصارى.
أما الصنف الثاني فهم: الصالحون من النصارى الأحياء، فيلاقيه الجميع في الهواء، وتتغير أجساد الأحياء إلى أجساد قابلة للبقاء، ومستندهم في ذلك قول ((بولس)) في رسالته لأهل ((تسالونيكى الأولى)) (٤/١٥- ١٧)((فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب: إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين.....)) . (٢٠)
وهذا المجيء عندهم سرى، وليس له أية علامات تسبقه، ولا يُعرف من ناحيةٍ تاريخيةٍ متى وقوعه، وإنما يأتي فجأةً بدون مقدمات، حتى يكون ذلك أدعى للاستعداد الدائم من الراغبين في الاشتراك مع المسيح (٢١) فيما يدعون.
وهنا ملاحظة، وهي أن للنصارى تعبيرات غير لائقة في لقاء المسيح المزعوم، فيصفون المسيح ب ((الخروف)) والكنيسة بأنها ((عروسه)) والالتقاء ((حفل عرس الخروف)) (٢٢) .