وقد أكّده الترمذي بحديث أبي سعيد:" أنه دخل ومروان يخطب فصلى، وبيّن أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر به ". ويرويه سفيان بن عيينة، وقال عن ((محمد بن عجلان)) : ((ثقة مأمون في الحديث)) كما رأيت. (٢٩٥) ...
وقال ابن العربي:((والذي عندي أن محمد بن عجلان إمام لا كلام لأحد فيه إلا بغير حجة)) . (٢٩٦)
على أن حديث أبي سعيد هذا صحيح؛ صححه الترمذي. (٢٩٧) وكذا حديث أبي قتادة صحيح؛ صححه النووي، (٢٩٨) وقال ابن قدامه: ((متفق عليه)) . (٢٩٩) فهي أحاديث صحيحة صريحة واضحة لا مجال للتأويل الفاسد.
وأثر الحسن لا يضره ما في إسناد الرواية الثالثة والرابعة من ضعف؛ فقد رددته كما رأيت. (٣٠٠)
وأحاديث الإنصات ليست للمقام دليلاً.
على أن بحثي هذا خِلافيّ كما رأيت، والنتيجة هذه لا تقلِّل من قيمة القولين المخالفَين، لا سيما وأن من أخذ بذلك، أئمة كبار، إلا أن الواجب الاتباع، ومخالف النص الصحيح لا ينظر إلى قوله مع وجود النص الصحيح الصريح، رحمنا الله برحمته، وفقهنا في دينه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الحواشي والتعليقات
الأم ١/١٩٨، والحاوي ٢/٤٢٩، والمهذب ١/١٢٢ والمجموع ٤/٥٣ و ٥٥٠ و ٥٥١ و ٥٥٢.
التميمي. توفي (٤٦٠هـ) ونسبته: إلى عمل السُّيور، وهو أن يقطع الجلد سيوراً دقاقاً ويخرز بها السروج؛ ترتيب المدارك وتقريب المسالك ٢/٣٢٦، والفكر السامي ٢/٢١٢، واللباب في تهذيب الأنساب ٢/ ١٧٠.
قوانين الأحكام الشرعية ٩٦، وحاشية الدسوقي ١/٣٨٨، وجواهر الإكليل ١/٩٩.
شرح معاني الآثار ١/٣٦٩، والمجموع ٤/٥٥٢، والمغني ٢/٣١٩. والحسن: ولد سنة (٢١هـ) ، وكان إماماً خيراً، عالماً فقيهاً، حجة، مأموناً، عابداً ناسكاً فصيحاً، توفي سنة (١١٠هـ) ؛ طبقات ابن سعد ٧/١٥٧، وشذرات الذهب ١/١٣٦ ١٣٨.