للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما بعد: فإن جوانب العظمة في الدين الإسلامي لا تنحصر، كيف وقد قضى الله أن من تمسك به نصر، ومن حاد عنه خسر، وسط لا غلو فيه ولا جفاء، سهل لا شدة فيه ولا عناء، منزه عن كل عيب ونقصان، صالح لكل زمان ومكان، أرسل الله به سيد المرسلين، وخاتم النبيين، أشرف الأولين والآخرين، وجعل العلم والعمل به أعظم ما يتنافس فيه المتنافسون (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون (. [الزمر ٩]

وقال النبي (: " العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر" (١) صححه الألباني (٢) .

وإن من جوانب العظمة في هذا الدين أن العلم به ميدان مديد، وصرح مشيد، فتح للعقول أبواب التفكير والاستنباط، وأزال عنها غشاوة الجهل ودواعي الإحباط، فلا زال العلماء على مر الأعوام، وتتابع الأيام، يسطرون المؤلفات، ما بين مطولات ومختصرات، فمنهم الشارح ومنهم المختصر، ومنهم الجامع لما تناثر مما يتعلق بموضوع واحد، ومنهم المُجَلِّي لنازلة نزلت بالأمة وهكذا.

وإنه في هذه الأزمان قد ظهرت على الناس طائفة استشرفها الشيطان وزين لها سوء عملها فأصبحت جندا من جنوده ينادون بما ينادي به الكفار من سلخٍ للمرأة عن أُنوثتها، وإخراجها من حجابها سر عفتها، وجعلها سلعة تباع كرامتها بلا ثمن، واتخذوا لذلك شعارات برّاقة من الدعوة إلى حرية المرأة ومساواتها بالرجل وضمان حقوقها إلى غير ذلك، والهدف هو حرية الوصول إلى المرأة ليس غير.


(١) سنن أبي داود ٤/٥٧ في العلم باب الحث على طلب العلم حديث ٣٦٤١، سنن الترمذي ٥/٤٩ في العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة ضمن حديث ٢٦٨٢.
(٢) صحيح سنن الترمذي ٢/٣٤٢ رقم ٢١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>