للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك ذكره صاحب ((المهذب)) (١) من الشافعية قال: - بعد ذكر الوضوء -: ((ثم يدخل أصابعه العشر في الماء، فيغترف غرفة يخلِّل بها أصول شعره من رأسه ولحيته، ثم يحثي على رأسه ثلاث حثيات)) (٢) .

فإذا كان الخطأ والوهم قد وقع فيه هؤلاء العلماء وهم من هم في الحفظ والذكاء والاتقان، فهي فيمن دونهم أولى، أمّا التعصب وإلباس الأئمة ثوب العصمة فليس من التناصح أو الإنصاف في شيء، وإذا شئت أن تعرف كيف يكون الانصاف فاقرأ كلام ابن المنير (٣) وهو مالكي حين قال: ((وقد ذكر قوم من أتباع المذاهب في تفضيل أئمتهم. وأحق ما يقال في ذلك ما قالت أم الكملة عن بنيها: ثكلتهم إن كنت أعلم أيهم أفضل، كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها. فما من واحد منهم إذا تجرَّد النظر إلى خصائصه

إلا ويفنى الزمان حتى لا يبقى فيهم فضلة لتفضيل على غيره)) (٤) .

المبحث الخامس: تأصيل المسألة


(١) هو إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي، أبو إسحاق، صاحب ((اللمع)) و ((التهذيب)) توفي سنة ٤٧٦ هـ.
انظر ترجمته في: شذرات الذهب ٥ / ٣٢٣، الأعلام ١ / ٥١.

(٢) انظر: المهذب مع شرح المجموع ٢ / ١٨٠، وانظر نصّ ابن رجب في شرحه فتح الباري ١ / ٣١١.
(٣) هو ناصر الدين أحمد بن محمد الجذامي الجروي المالكي، قاضي الاسكندرية، من تصانيفه
((تفسير حديث الإسراء)) ، توفي سنة ٦٨٣ هـ.
انظر ترجمته في: شذرات الذهب ٧ / ٦٦٦، الأعلام ١ / ٢٢٠.
(٤) انظر: البحر المحيط ٦ / ٢٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>