للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان الطريق في الغالب إلى فقه الإمام رحمه الله نقلة المسائل ورواتها عنه، وهم كثير (١) ، وقد تلقى هذه المسائل عن تلاميذ الإمام تلاميذهم مما هيأ نشأة هذا المصطلح وبروزه، وبخاصة أن الرواية في ذلك العصر هي السائدة تلقياً وتصنيفاً، فتلقى الخلال هذه المسائل من رواتها، وسافر في تحصيلها، حتى جمع قدراً كبيراً من مسائل الإمام أحمد رحمه الله، فصنفها، وبوَّبها على أبواب العلم، ومن ثم نراه يستخدم هذا المصطلح للدلالة على كثرة الرواة عن الإمام أحمد في المسألة المنقولة عنه، في كتابه (الجامع) (٢) ، ومن هنا بدء هذا المصطلح نشأته في الفقه الحنبلي، وقد تتابع الأصحاب في مصنفاتهم على استخدام هذا المصطلح، والتعبير به بعد الخلال، فقد ورد ذكره في الكتب الآتية على سبيل المثال:

١ كتاب الروايتين والوجهين (٣) ، وهو فيه كثير (٤) .

٢ التعليق الكبير في المسائل الخلافية (٥) .

٣ الأحكام السلطانية (٦) .


(١) ٦٢) انظر: طبقات الحنابلة، المجلد الأول حيث فرغه لتلاميذ الإمام أحمد. وصفة الفتوى، لابن حمدان، ص ٧٩٨٠. والإنصاف، ٣٠/٤١٨.
(٢) ٦٣) انظر: أهل الملل والردة والزنادقة من الجامع، ١/٨٣١٠٠٣١١؛ ولجامع الخلال أسماء عدة منها: الجامع في الفقه، والجامع لعلوم أحمد، والجامع الكبير. انظر: الطبقات، ٢/١٢. والمناقب، ص ٥١٢. وإعلام الموقعين، ١/٢٨. وسير أعلام النبلاء، ١٤/٢٩٧. والبداية والنهاية، ١١/١٥٩. والمنهج الأحمد، ٢/٢٠٥. والمدخل، ص ١٢٤.
(٣) ٦٤) للقاضي أبي يعلى، محمد بن الحسين الفراء.

(٤) ٦٥) انظر على سبيل المثال: ١/٦٤، ٧٩, ٨٤،٩٧،١١٧،١٤٠،٢٠٤،٣٤١،٢/١١، ٣٦، ٧٢، ١٢١، ١٨٢، ٢٥٥،٣١٢.
(٥) ٦٦) للقاضي أبي يعلى، انظر: كتاب الحج من التعليق بتحقيق د. عواض العمري، ٢/٥٥٠، ٥٠٨، ٧١٤.
(٦) ٦٧) للقاضي أبي يعلى، انظر: ص١٥٥، ٢٦١، بتحقيق: محمد حامد الفقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>