للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعزو الصبان ت (١٢٠٦ هـ) إلى ابن هشام ت (٧٦١ هـ) أنَّ "أَرَأَيْتَ" هذه منقولة من "أَرَأَيْتَ" بمعنى أَعَلِمْتَ؟ لا من أَرَأَيْتَ بمعنى أَأَبْصَرْتَ؟ " (١) ويقوِّي ذلك عنده أنَّها تتعَّدى إلى مفعولين" (٢)

ويعدّ هذا الأسلوب "مِن الإنشاء المنقول إلى إنشاء آخر" (٣) .

وسواء أكانت "أَرَأَيْتَ " منقولة من " أَرَأَيْتَ" بمعنى عَرَفْتَ أم بمعنى أبصرت أم بمعنى عَلِمْتُ فإنها في أصلها جملةٌ خبريَّةٌ، ثم تحوَّلت بعد النقل، وبعد أن لازمتها همزة الاستفهام إلى جملة إنشائية لها معنى جديد وهي "أخبرني" وهي مع ذلك لا تدل على استفهام، ولا تحتاج إلى جواب.

و"أَرَأَيْتَكَ" يحتاج إلى مفعولين - إذا كان بمعنى أخبرني - الأوَّل الاسم المنصوب بعدها، والثاني جملة الاستفهام.

قال سيبويه ت (١٨٠ هـ) : " ... وتقول: أَرَأَيْتَكَ زيداً أبو من هو، وأَرَأَيْتَكَ عمراً أعندك هو أم عند فلان؟ لا يحسن فيه إلاَّ النصب في زيد، ألا ترى أنَّك لو قلت أَرَأَيْتَ أبو من أنت؟ أو أَرَأَيْتَ أزيدٌ ثَمَّ أم فلانٌ لم يحسن؛ لأن فيه معنى أَخْبِرْني عن زيد، وهو الفعل الذي لا يَستَغْني السكوت على مفعوله الأول فدخول هذا المعنى فيه لم يجعله بمنزلة أَخْبِرْني في الاستغناء، فعلى هذا أُجْرِيَ، وصار الاستفهام في موضع المفعول الثاني" (٤) .


(١) الصبَّان، حاشية الصبَّان، ١/١٤٠.
(٢) السابق.
(٣) السابق.
(٤) سيبويه، الكتاب (بولاق) ، ١/١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>