للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقلب المكانيّ له إماراتٌ وأنواعٌ يكثر فيها، أمّا إماراته التي يُعرف بها، فقد ذكر ابن الحاجب أنّ القلب يعرف بستة أوجهٍ، فقال: (ويُعرف القلب بأصله: كنَاءَ يناءُ مع النأْي؛ وبأمثلة اشتقاقه: كالجاهِ والحادي والقِسِيّ؛ وبصحّته: كأَيس؛ وبقلّة استعماله: كآرامٍ وآدُرٍ، وبأداء تركه إلى همزتين عند الخليل: نحو: جاءٍ؛ أو إلى منع الصرف بغير علّةٍ على الأصحّ: نحو: أشياءَ) (١) .

وقد ذهب ابن عصفورٍ إلى أنّ القلب يعرف بأربعة أشياء (٢) ، وذهب ابن مالك إلى أنّه يُعرف بدليل واحدٍ، فقال: (وعلامة صحّة القلب: كونُ أحدِ التأليفين فائقاً للآخرِ ببعضٍِ التصريف، فإن لم يثبتْ ذلك فهما أصلان) (٣) .

وأمّا أنواعه التي يكثر فيها، فهي: (٤)

تقديم اللام على العين، وهو أكثرها، نحو: راء في رأى، وناء في نأى.

تقديم العين على الفاء، نحو: أَيس في يئس، وجاه في وجه.

تقديم اللام على الفاء، نحو: أشياء في شَيْئاء.

تأخير الفاء عن اللام، نحو: حادي في واحد.

تقديم اللاّم الأولى على العين، وهو أقلّها، نحو: طأمن في طمْأَن.

واعلم أنّ سيبويه والخليلَ اختلفا في نحو: (خَطَايا، وبَرايا، ودَنَايا) جمع: (خَطِيئة، وبَرِيئة، ودَنيئة) أي: أنّهما اختلفا في الجمع الأقصى الذي على وزن (فَعَائِل) إذا وقعت الهمزة بعد ألف الجمع، وكانت تلك الهمزة عارضةً فيه، وكانت لام مفرده أصلها همزة، فذهب سيبويه إلى قلب الهمزة العارضة ياءً، أمّا الخليل فإنّه يذهب إلى القلب المكاني، فيجعل الياءَ موضع الهمزة، والهمزةَ موضع الياء.


(١) ينظر الشافية ٨، وانظر شرح الشافية ١/٢١، والجاربردي وحاشية ابن جماعة ٢١، والهمع ٢/٢٢٥، وشذا العرف ٢٣.
(٢) ينظر المقرب ٢/١٩٧.
(٣) ينظر التسهيل ٣١٦، وانظر المساعد ٤/٢١٢، وشفاء العليل ٣/١١١٠.
(٤) ينظر الخصائص ٢/٧٣، والتسهيل ٣١٥، والارتشاف ١/٣٣٥، والهمع ٢/٢٢٤، والمغني ٣٤، وتصريف الأفعال ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>