للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان، مابينها وبين مايليها من الحنك الأعلى، وما فُويق الثّنايا، مخرج: النون.

ومن مخرج النون غير أنّه أَدْخلُ في ظهر اللسان قليلا، لانحرافه إلى اللام، مخرج: الراء.

وممّا بين طرف اللسان وأُصول الثنايا، مخرج: الطاء، والدال، والتاء.

وممّا بين طرف اللسان وفُويق الثنايا، مخرج: الزاي، والسين، والصاد.

وممّا بين طرف اللسان وأطراف الثنايا، مخرج: الظاء، والذال، والثاء.

ومن باطن الشّفة السُّفلى وأطراف الثنايا العُلَى، مخرج الفاء.

وممّا بين الشفتين، مخرج: الباء، والميم، والواو.

ومن الخياشيم، مخرج: النون الخفيفة) (١) ، أي: النون الساكنة.

انتهى كلام سيبويه في تبيين مخارج حروف العربية الأصول، وهي ستة عشر مخرجاً.

وقد أقره على ذلك جمهور العلماء من القُرّاء والنّحويين، كما بيّنت ذلك سابقاً، قال الرضيّ: (وأحسن الأقوال ماذكره سيبويه، وعليه العلماء بعده) (٢) .

وفي عدد مخارج الحروف ثلاث وقفات:

الوقفة الأولى: ذهب قطرب، والجرميّ، والفراء، وابن دريد، وابن كيسان إلى أنّ مخارج الحروف أربعة عشر مخرجاً، وموضع الخلاف بينهم وبين سيبويه، هومخرج اللام، والنون، والراء، فهو عندهم مخرج واحد، وعند سيبويه والجمهور ثلاثة مخارج، وهو الصحيح (٣) .

قال الإمام الشاطبيّ بعد ذكره مخارج الحروف الثلاثة: (٤)

... ... ... ... ... وكم حاذقٍ معْ سيبويه بهِ اجْتلَى

... ومن طرفٍ هُنّ الثّلاثُ لقُطْرُبٍ ... ويحْيي معَ الجَرْميّ معْنَاهُ قُوِّلا

الوقفة الثانية: ذهب أبو العباس المهدويّ إلى أنّ مخارج الحروف ستة عشر مخرجاً، لكنّه أسقط مخرج الخيشوم، وقسّم الحروف الشفويّة على ثلاثة مخارج:


(١) ينظر الكتاب ٤/٤٣٣ – ٤٣٤.
(٢) ينظر شرح الشافية ٣/٢٥٤.
(٣) ينظر الارتشاف ١/٥، والنشر ١/١٩٨، والهمع ٢/٢٢٨.
(٤) ينظر حرز الأماني ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>