للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَمَّا إذا اسْتُعْمِلَ (أَمْس) غَيْرَ ظَرْفٍ فأَهْلُ الحِجَازِ يَبْنونَه عَلى الكَسْرِ في كُلِّ حَالٍ، يَقولونَ: (ذَهَبَ أَمْسِِ) و (كَرِهْتُ أَمْسِِ) (١) . أَمَّا بَنو تَميمٍ فاخْتَلَفَ النُّحَاةُ في مَا وَرَدَ عَنْهُم، فقد ذَهَبَ ابنُ الباذِش وابنُ عُصْفور وابنُ مَالِك إلى أَنَّ بَني تَميمً تُعْرِبُ (أَمْس) ، وتَمْنَعُهُ مِنْ الصَّرْفِ للتَّعْرِيفِ والعَدْلِ عَنْ الألِفِ والَّلامِ في حَالِ الرَّفْعِ خَاصَّةً،ويُبْنى عَلى الكَسْرِ في حَالِ النَّصْبِ والجَرِّ، تَقولُ: (ذَهَبَ أمْسُ بمَا فيه) و (كَرِهْتُ أَمْسِِ) (٢) .

وذَهَبَ الشلوبين إلى أَنَّ بَني تَميمٍ يُعْرِبُونَه في الرَّفْعِ فَيقولون: (ذَهَبَ أَمْسُ) ويُنَوَّنُ في النَّصْبِ والجَرِّ (٣) ،فيقولون: (كَرِهْتُ أمْساً) و (مَرَرْتُ بأَمْسٍ) ،وحَكَى الكِسَائي أَنَّ بَعْضِهُم يَمْنَعُه الصَّرْفَ رَفْعاً ونَصْباً وجَرّاً، وبَعْضُهُم يُنَوِّنُهُ تَنْوينَ الصَّرْفِ في الأحْوَالِ الثلاثةِ إلا في النَّصْبِ عَلى الظَّرْفِ (٤) ،وحَكَى الزَّجَّاجُ أَنَّ بَعْضَهُم يُنَوِّنُه، وهو مَبْنِيٌّ عَلى الكَسْرِ (٥) ، وذَكَرَ ابنُ مَالِك والفَارِقِيّ أَنَّ مِنْهم مَنْ يُعْرِبُه في الجَرِّ بالفَتْحَة (٦) كَقولِ الرَّاجزِ:

لَقَدْ رَأَيْتُ عَجَباً مُذْ أَمْسا (٧)


(١) انظر ارتشاف الضرب ٢/٢٤٩.
(٢) انظر التسهيل ٩٥،وشرح الكافية الشافية ١٤٨٠، وارتشاف الضرب ٢/٢٤٩،والخزانة٧/١٧١.
(٣) انظر ارتشاف الضرب ٢/٢٤٩،والخزانة ٧/١٧١.
(٤) انظر ارتشاف الضرب ٢/٢٤٩،ولباب الإعراب ٢٠٩.
(٥) انظر ارتشاف الضرب ٢/٢٤٩.
(٦) انظر الإفصاح ٢٣٨، وشرح الكافية الشافية ١٤٨٠.
(٧) الشاهد في البيت وقوع أمس مجرورة وعلامة جرها الفتحة لمنعها من الصرف،وهو بلا نسبة في الكتاب٢/٤٤،والأمالي الشجرية ٢/٢٦٠،وابن يعيش ٤/١٠٦، ولباب الإعراب ٢٠٩،وشرح الكافية الشافية١٤٨١، والإفصاح٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>