للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا هو رَأيُ سِيْبَوَيْه، قال (١) : " والواوُ لمْ تُغَيِّرْ المَعْنى، ولكنَّها تُعْمِلُ في الاسْمِ ما قَبْلها "، ولا يُجِيزُ سِيْبَوَيْه عَمَلَ المَعْنى، وصَرَّحَ بذلكَ في قوله (٢) : " وزَعَمُوا أَنَّ ناساً يَقولون: كَيْفَ أَنْتَ وزَيْداً، ومَا أَنْتَ وزَيْداً، وهو قَليلٌ في كَلامِ العَرَبِ، ولمْ يَحْمِلُوا الكَلامَ عَلى (مَا) ولا (كَيْفَ) ولكِنَّهُم حَمَلُوه عَلى الفِعْلِ، عَلى شيءٍ لو ظَهَرَ حَتّى يَلْفِظوا بِه لمْ يَنْقُضْ مَا أَرَادُوا مِنْ المَعْنى "، فأَضْمَرَ سِيْبَوَيْه فِعْلاً، فكَأَنَّكَ قلتَ: ما كُنْتَ وزَيْداً.هذا هو رَأيُ سِيْبَوَيْه، وتابَعَه فيه ابنُ الباذِش، وأَخَذَ بِهِ كَثيرٌ مِنْ النُّحَاةِ مِنْهُم ابنُ بابْشاذ (٣) والصَّيْمَريّ (٤) وابنُ مالك (٥) .

أمّا الفَارِسِيُّ فالمَنْسُوبُ إليه جَوازُ عَمَلِ المَعْنى (٦) ، مُحْتَجّاً بقولِ الشاعِرِ:

لا تَحْبِسَنَّكَ أَثْوَابِي فَقَدْ جُمِعَتْ هذا رِدَاِئي مَطْوِيّاً وسِرْبَالا (٧)


(١) الكتاب١/٢٩٧.
(٢) الكتاب ١/٣٠٣.
(٣) انظر شرح المقدّمة المحسبة٣١٠.
(٤) انظر التبصرة والتذكرة٢٥٦.
(٥) انظر التسهيل ٩٩، وشرح التسهيل٢/٢٤٨.
(٦) انظر شرح التسهيل٢/٢٤٨، وتوضيح المقاصد ٢/٩٧، وارتشاف الضرب ٢/٢٨٥،والأشموني ٢/١٣٦، والهمع ٣/٢٣٨، وشرح التصريح١/٣٤٣،ولم أجده في كتبه التي تيسر لي الاطلاع عليها.
(٧) لم أعثر على قائله،والشاهد فيه نصب (سربالا) على أنه مفعول معه، وهو منصوب باسم الإشارة عند الفَارِسِيّ، وقد ورد الشاهد بلا نسبة في شرح التسهيل ٢/٢٤٨، وابن الناظم ١١٠،وارتشاف الضرب ٢/٢٨٦،والأشموني ٢/١٣٦،والهمع ٣/٢٣٨، وشرح التصريح ١/٣٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>