للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذِه الآيَةِ آراءٌ أخْرى (١) ، فمِنْهُم مَنْ ذَهَبَ إلى أَنَّ المَقْصُودَ بِقَولِه (كَامِلَةٌ) إِزَالَةُ التَّوَهُّمِ ورَفْعِ الَّلبْسِ،إذْ قد يَظُنُّ القارِىءُ أَنَّ الواوَ في (وسَبْعَةٍ) للتَخْييرِ، فَأَزَالَ هذا الاحْتِمَالَ، وهذا رَأيُ الزَّجَّاجِ (٢) .

وذَهَبَ الأخْفَشُ إلى أَنَّ (كَامِلة) جِيءَ بِها للتوكِيدِ (٣) ، وأَخَذَ بهذا ابنُ جِنِّي في خَاطِرِيّاتِه (٤) .

ويُلاحَظُ في رَأيِ ابن الباذِشِ في هذه الآيَةِ ومَا سَبَقَهَا بالمَعْنى، فتَوْجِيهُه للآيَةِ كَانَ مُعْتَمِداً عَلى فَهْمِه للآيَةِ بِكَمَالِهَا لا نَظْرَةً مُقْتَصِرَةً عَلى التَّرْكِيبِ، فإِعْرَابُه لِهذا التَّرْكِيبِ كَانَ ضِمْنَ نَصٍّ كَامِلٍ، فاللهُ سُبْحَانَه وتَعَالى لَمْ يُرِدْ أَنْ يُخْبِرَهُم أَنَّها عَشْرةُ أَيَّامٍ، فهُم يَعْرِفُونَ أَنَّها عَشْرَةُ أَيَّامٍ، ولا حَاجَةَ لإخْبَارِهِم عَنْها، وإِنَّما أَرَادَ أَنْ يُخْبِرَهُم عَنْ كَمَالِها،فلا أَرَى رَأياً مِنْ هذِه الآراءِ أَقْرَبَ إلى المَعْنى مِنْ رَأيِ أبي الحَسَن بنِ الباذِش.

الفصل الثالث: خلافه مع ابن الطراوة

خِلافُه مَعْ ابنِ الطَّراوةِ


(١) انظر المسألة في معاني القرآن للأخفش ١٦٣،ومعاني القرآن للزجاج ١/٢٥٨، والخاطريات ٥٠،البحر المحيط ٢/٧٩،والدر المصون ٢/٣٢٠،وكشف المشكلات ١/١٤٥.
(٢) انظر معاني القرآن للزجاج ١/٢٥٨.
(٣) انظر معاني القرآن للأخفش ١٦٣.
(٤) انظر الخاطريات ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>