للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شُعْثًا لهَامِيمَ قد همَّتْ بِإِرْشَاحِ (١)

تُزْجِي مرابيعَها في صَحْصَحٍ ضَاحِي (٢)

من بينِ مُرْتَفِقٍ منها ومن طَاحِي (٣)

ذكر أوس أنه بات ليله سَهِرًا يرقب البرق الذي بدا يلوح في عارض السحاب كفلق الصبح، وانتقل إلى وصف السحاب، فأشار في البيت الثالث إلى أنه يحمل ماء غزيرًا لدنوه من الأرض، وتدلي ذيوله وهماليله حتى ليكاد المرء أن يلمسه بيده، فهو سحاب مثقل بالماء. ثم وصف هطول المطر وأثره في الأرض، وذكر أنه لغزارته وقوة جريانه يكاد ينزع جلد الحصى ووجه الأرض، ولم يُغْفِلْ وصف الرعد الذي صحب تدفق المطر من السحب، فقد شبهه بصوت حنين نياق مسنة تهدلت مشافرها، وبحت أصواتها كِبَرًا، تسوق أولادها في قاع ممتد.

والبيت الثالث من الأبيات المشهورة.

ولامرئ القيس أبيات فائية عدتها ثلاثة عشر بيتًا وصف فيها السحاب والرعد والمطر والسيل أفضى فيها إلى الغاية (٤) .


(١) العشار من الإبل التي قد أتى عليها عشرة أشهر. الجلة: العظام الكبار من الإبل، وقيل: المسان منها يقع على الذكر والأنثى والواحد والمثنى والجمع. الشرف: الإبل المسنة، والمفرد: شَارِف. اللهاميم: النوق الغزيرة اللبن، المفرد: لهموم. أرشحت الناقة والمرأة وهي مرشح إذا خالطها ولدها وقَوِيَ ومشى معها وسعى خلفها ولم يتعبها. اللسان (عشر، جلل، شرف، لهم، رشح) .
(٢) هدل مشافرها: مسترخية. اللسان (هدل) . تزجي: تسوق. المرابيع: مفردها مِرْبَاع، وهي الناقة التي تلد في أول النتاج، والمراد بالمرابيع هنا أولادها. الصحصح: الأرض الجرداء المستوية الواسعة. اللسان (ربع، صحح) . الضاحي: الظاهر.
(٣) المرتفِق: الممتلئ الواقف الثابت الدائم. الطاحي: الممتد المنبسط. اللسان (رفق، طحو) .
(٤) ديوانه: ٣٢٥ – ٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>