أَلقَى الكِرَامُ الأُلَى بَادُوا مَكَارِمَهُم عَلى الخَصِيبِيِّ عِندَ الفَرضِ وَالسُّنَنِ (١)
وبما أنَّها اسمٌ موصولٌ لذا عدَّ جملة (بادوا) صلةً لها. وعدُّ (الأُلى) من الأسماء الموصولة لا خلاف فيه (٢) ، وتأتي بمعنى (الَّذين) فتقع على مَن يعقل من المذكَّرين، وبمعنى (اللَّاتي) فتقع على مَن يعقل من المؤنَّثات، وقد تقع على ما لا يعقل.
المسألة الرَّابعة: بعض الأوجه الإعرابيَّة في (ما)
وقد أشار (٣) إلى تلك الأوجه عند شرحه لقول المتنبِّي:
فَلا عَزَلٌ وَأَنْتَ بِلا سِلاحٍ لِحَاظُكَ مَا تَكُونُ بِهِ مَنِيعَا (٤)
فقد جوَّز في (ما) ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون موصولةً بمعنى (الَّذي) ، ويكون ما بعدها صلةً لها.
الثَّاني: أن تكون نكرة بمعنى (شيء) ، فيكون ما بعدها في محلِّ رفع صفةٍ لها.
الثَّالث: أن تكون زائدة؛ كأنَّه قال: لحاظك تكون به منيعا.
ويقيس احتمالها للوجهين الأوَّل والثَّاني على احتمالها لهما في قول الله تعالى:
(هَذَا مَا لَدَيَّ عَتيد ( [ق ٢٣]
وقوله في الآية الكريمة موافقٌ لرأي الجمهور (٥) .
المسألة الخامسة: التَّعويض ب (الألف واللاَّم) عن الضَّمير المضاف المضاف إليه
وقد صرَّح (٦) بذلك أثناء شرحه لقول المتنبِّي:
تُمْسِي على أَيدِي مَوَاهِبِهِ هِيَ أَو بَقِيَّتُهَا أَوِ البَدَلُ (٧)
حيث أوضح أنَّه أراد ب (البدل) : أو بدلها [أي: بالإضافة] ولكنَّه عوَّض بالألف واللاَّم من الإضافة، وعلَّل لذلك بأنَّ كلَّ واحدةٍ منهما للتَّعريف، وهو بقوله هذا يوافق رأي الكوفيين (٨) في جواز نيابة (ال) عن الضَّمير المضاف إليه؛ ومن ذلك قول الله تعالى:
(فإنَّ الجَنَّةَ هيَ المَأوَى ( [النَّازعات ٤١]
فإنَّ تخريجها على قولهم: (فإنَّ الجنة هي مأواه) (٩) فحُذف الضَّمير، وعوَِّض عنه بالألف واللاَّم (١٠) .
من باب الابتداء