للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استخدم في بناء القناة أحجار (البازلت) شبه المهذبة من جانب وغير المهذبة من الجانب الآخر، فنتج عن ذلك استواء جدار القناة الداخلي، واختلاف في سمك جدار القناة بين ٢٠ - ٤٠ سم، وهذا الأسلوب وفر الجهد وأدى إلى تحقيق الوظيفة؛ إلا أنه لم يعط المظهر الخارجي شكلا جميلا، ولعل (المعمار) لم يتحّرج في ذلك؛ لبعد هذا الموضع عن مدينة جدة، وقد تكون حركة مرور الناس من هذا الموضع نادرة.

تباينت أحجام أحجار البناء بين ٥٠ × ٣٠ × ١٥ سم و٤٠×٢٠×١٠سم، و ٦٠×٢٥×٣٠ سم و ٢٠ × ١٥ × ٤٥، ونتج عن ذلك وجود فراغات بين أحجار البناء؛ فأكملها بأحجار صغيرة (دقشوم) متفاوته الأبعاد بين ١٠ × ١٥×٢٠سم، ١٠ × ٨ ×١٢ سم.

تم تجصيص القناة من الداخل بطبقة من الجص؛ لمنع تسرب المياه المناسبة عبر القناة.

• • •

نتائج البحث:

عمل المسلمون منذ عام ٢٦هـ /٦٤٦م حتى حدود عام ١٠٩٥هـ/ ١٦٨٣م تقريبا على توفير المياه لمدينة جدة عن طريق حفر الآبار وبناء الصهاريج لحفظ مياه الأمطار.

أثبت البحث أن السلطان قانصوه الغوري لم يجر عين وادي قوز إلى جدة، وهذا مخالف لماورد في الدراسات الحديثة.

حاول العثمانيون في عهد السلطان سليمان القانوني (ت٩٧٤هـ/١٥٦٦م) ، ثم في عهد السلطان سليم الثاني عام (٩٨١هـ/١٥٧٣م) إجراء مياه عين حده إلى جدة إلا أنهم أوقفوا تنفيذ العمل؛ لبعد المسافة بين حده وجدة ووجود التلال الجبلية.

في عهد السلطان (محمد الرابع) في حدود عام ١٠٩٥هـ /١٦٨٣م تم إيصال مياه عين وادي قوز لأول مرة إلى مدينة جدة.

لم يثمر مشروع إيصال مياه عين وادي قوز إلى جدة عن إنهاء مشكلة نقص مياه الشرب بها؛ لتوقف وصول المياه في مدد زمنية مختلفة علىمدى نحو مائتي عام من إنشاء القناة.

يرجح أن سبب توقف وصول المياه إلى جدة عبر قناة عين وادي قوز، يعود إلى أسباب طبيعية وبشرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>