للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الجائز في النحو العربي وضع الجمع مكان المثنى أو المفرد (١) ، بيد أن السهيلي وجماعة من العلماء جوزوا وضع المثنى مكان المفرد أيضا، وبين السهيلي السر البلاغي في هذا التعبير، فقال: "وقال الفرزدق:

عشية سال المربدان كلاهما

وإنما هو مربد البصرة، وقولهم: تسألني برامتين سلجما

وإنما هو رامة، وهذا كثير، وأحسن ما تكون هذه التثنية إذا كانت في ذكر جنة وبستان، فتسميها جنتين في فصيح الكلام، إشعارا بأن لها وجهين، وأنك إذا دخلتها، ونظرت إليها يمينا وشمالا رأيت من كلتا الناحيتين ما يملأ عينيك قرة، وصدرك مسرة، وفي التنزيل: (لقد كان لسبأ في مكنهم آية جنتان عن يمين وشمال ((سبأ: ١٥) إلى قوله سبحانه: (وبدلناهم بجنتيهم جنتين ((سبأ: ١٦) ، وفيه: (جعلنا لأحدهما جنتين ((الكهف: ٣٢) الآية، وفي آخرها: (ودخل جنته ((الكهف: ٣٥) فأفرد بعدما ثنى، وهي هي (٢) ، وقد حمل بعض العلماء على هذا المعنى قوله سبحانه: (ولمن خاف مقام ربه جنتان ((الرحمن: ٤٦) والقول في هذه الآية يتسع، والله المستعان" (٣) .

رابعا: وصف الجمع بالمفرد:


(١) نظر: شرح المفصل، لابن يعيش، (٤/١٥٥) ، عالم الكتب، بيروت.
(٢) ي تفسير الكشاف للزمخشري (٢/٧٢١) : (فإن قلت لم أفرد الجنة بعد التثنية؟ قلت: معناه دخل ما هو جنته ماله جنة غيرها، يعني أنه لا نصيب له في الجنة التي وعد المؤمنون، فما ملكه في الدنيا هو جنته لا غير، ولم يقصد الجنتين ولا واحدة منهما) .
(٣) لروض الأنف، (١/٢١٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>