للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما عرض السهيلي إلى باب حذف الجملة الواقعة بعد خلت وظننت، فقال: "وذكر في حديث عمر، وقوله للرجل: أكنت كاهنا في الجاهلية؟ فقال الرجل: سبحان الله! يا أمير المؤمنين لقد خلت فيَّ، واستقبلتني بأمر ما أراك استقبلت به أحدا منذ وليت، وذكر الحديث، وقوله: خلت فيَّ، هو من باب حذف الجملة الواقعة بعد خلت وظننت، كقولهم في المثل: (من يسمع يَخل) (١) ، ولا يجوز حذف أحد المفعولين مع بقاء الآخر، لأن حكمهما حكم الابتداء والخبر، فإذا حذفت الجملة كلها جاز، لأن حكمهما حكم المفعول، والمفعول قد يجوز حذفه، ولكن لا بد من قرينة تدل على المراد، ففي قولهم من يسمع يخل، دليل يدل على المفعول، وهو يسمع، وفي قوله: خلت فيّ دليل أيضا، وهو قوله فيَّ، كأنه قال: خلت الشر في، أو نحو هذا" (٢) .

وأشار إلى حذف الجملة في الكلام، فقال عند قوله تعالى: (أرأيت الذي ينهى، عبدا إذا صلى ((العلق: ٩-١٠) ، مشيرا إلى ما في كل من: (أرأيت (، و (لنسفعا (من حذف: " قال محمد ابن يزيد: في الكلام حذف، تقديره (أرأيت الذي ينهى، عبدا إذا صلى) ، أمصيب هو أم مخطئ، وكذلك في قوله: (أرأيت إن كان على الهدى ((العلق: ١١) كأنه قال: أليس من ينهاه بضال؟ وقوله: (لنسفعا بالناصية ((العلق: ١٥) أي لنأخذن بها إلى النار" (٣) .


(١) نظر: مجمع الأمثال للميداني، (٢/٣٠٠) .
(٢) لروض الأنف، (١/٢٤٣) .
(٣) لروض الأنف، (٢/٥١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>