للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما المَخْبَر “ فعَالم ”من الشك والخداع والخشع، والرذائل. وتطغى على صورة المرأة “ الخيانة ” فهي تغمض عينيها لتستحضر صورة رجل آخر (١) ، و ((تبيت في هدوء مع صديقك الذي يمدّك بكل أخبارها)) (٢) و ((لا تعرف للشرف والعفة معنى عندما تحب)) (٣) وتحب لتتزوج وتتزوج لتحب، ولهذا يجعل من دقة الفطنة دعوة البدو المشهورة ((جعل الله ولدك من ظهرك)) (٤) فهي ((دعوة تدل على دقة الفطنة لحرج مركز الرجل تجاه زوجته إذا قدر له أن يتلقى أبناءها باعتبارهم أبناءه)) (٥) .

وهكذا تتحول السعادة إلى شقاء “ واللباس ” إلى عُري، والسكن والمودة والرحمة إلى معركة دامية غير متكافئة ((المعركة الأبديّة بين الرجل والمرأة غير متكافئة ينتصر فيها الرجل باستمرار، ولكنه الضحيّة دائماً)) (٦) .

وينتهي الأمر بالطلاق وهو الذي يكون فيه الرجل الضحيّة ((سمعت أحدهما يقول: إنها تحبني وتخلص لي، ما في ذلك ريب ولكنها لا تقدم غذاءً لفكري وإحساسي بالحياة، فالعيش معها كزوجة لا يكون إلاّ محدوداً كعيش البهائم والحب وحده لا يستطيع أن ينهض بأعباء الدوام لعشرتنا.

وقال الآخر: هناك من تلهب فكرك وإحساسك، ولكنها تهب قلبها غيرك، فهي صالحة لأن تكون صديقة أو حبيبة كل شيء إلا الزوجة المخلصة الأمينة فهل يكفيك هذا لدوام العشرة؟!

وزفر الأوَّل زفرة كانت صك اعترافه بحيرته وقال: ألا ليت الزواج لم يكن ضرورّياً)) (٧) .

٣ - المجتمع:

المجتمع ليس كتلة بشرية وإنما هو نسيج علاقات وفي هذا يقول مالك بن نبي ((المجتمع ليس مجرد مجموعة من الأفراد، بل هو تنظيم معين ذو طابع إنساني، يتم طبقاً لنظام معين وهذا النظام في خطوطه العريضة يقوم بناءً على ما تقدّم على عناصر ثلاثة:

١ - حركة يتسم بها المجموع الإنساني.


(١) نفسه ص ٤٢.
(٢) نفسه ص ٥٧.
(٣) نفسه ص ٦١.
(٤) المرجع السابق ص ٦٢.
(٥) نفسه ص ٦٨.
(٦) نفسه ص ٥٩.
(٧) نفسه ص ٨٢، ص ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>