للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

، وعليه السيوطي (١) . وقد أجاز ذا (٢) الرضي حيث قال (٣) : (ويُحذف ما بعد «سِيَّما» (٤) على جعله بمعنى «خصوصا» ، فيكون منصوبَ المحل على أَنَّه مفعول مطلق مع بقائه على نصبه الذي كان له في الأصل حين كان اسم «لا» التبرئة، فإذا قلت: ((أحب زيدا ولا سِيَّما راكبا)) ، فهو بمعنى: وخصوصا راكبا، ف «راكبا» حال (٥) من مفعول الفعل المقدر، أي: وأخصه بزيادة المحبة خصوصا راكبا (٦) ، وكذا في: ((أحبه ولا سِيَّما وهو راكب)) (٧)) . انتهى، فقد حَكَمَ بِصِحَّةِ ما جعله المراديُّ تركيبا فاسدا (٨)


(١) ينظر الهمع ٣/٢٩٤.
(٢) في "ج": وقد أجاز ذلك.
(٣) ينظر شرح الرضي للكافية ٢/٧٩٣، وفي النقل تصرُّفٌ يسيرٌ بالحذف.
(٤) في شرح الرضي ٢/٧٩٣: وقد يُحذف ما بعد «لا سِيَّما» .
(٥) في "د": ولا سِيَّما راكبا، ف «راكبا» حال.
(٦) فيكون التقدير: أحب زيدا وأخصه خصوصا بزيادة المحبة في حال كونه راكبا. ويجوز أن يكون «راكبا» حال من فاعل الفعل المقدر اللازم، ويكون التقدير: أحب زيدا ويختص اختصاصا بزيادة المحبة في حال كونه راكبا. ينظر شرح الرضي للكافية ٢/٧٩٣، وبراعة التأليف ص ٩١.
(٧) فجملة «وهو راكب» في محل نصب حال إما من مفعول الفعلِ المقدر المتعدي، وإما حال من فاعل الفعل المقدر اللازم كما سبق في الحال المفرد. ينظر براعة التأليف ص ٩١.
(٨) لم يقف المصنف رحمه الله على تحقيق هذه المسألة بدقة؛ إذ الصواب أنه لا خلاف بين العلماء في جواز وقوع الجملة بنوعيها بعد «لا سِيَّما» ، ولم ينفرد الرضي بإجازة هذا، بل هو جائز لدى العلماء؛ لوروده في كلام العرب، أما الذي انفرد بإجازته الرضي فهو استعمال «لا سِيَّما» بمعنى «خصوصا» ، ومن ثُمَّ تفرُّدها بأحكام مخالفةٍ لأحكامها حينما كانت بالمعنى الذي نص عليه العلماء، أي: كونها بمعنى «مِثْل» وكون الاسم المذكور بعدها منبَّهٌ على أولويته في الحكم، فهي إذا كانت بمعنى «خصوصا» أعربت مفعولا مطلقا، وصحَّ وقوع الجملة بنوعيها بعدها مقترنة بالواو، وصحَّ مجيء الحال مفردة بعدها. ينظر شرح التسهيل ٢/٣١٩، وتعليق الفرائد ٦/١٥١، والمغني ص ١٨٦ و ١٨٧، وبراعة التأليف ص ٨٥ و ٩٠، وينظر ما كُتب في دراسة هذه الرسالة في مبحث نقدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>