للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

؛ لأَنَّ حذف الحرف خارج عن القياس (١) . وكذلك دخول الواو على «لا» ، وذكر بعضهم أَنَّها قد تُحذف (٢) .


(١) فلا يجوز حذف الحرف وبقاء عمله؛ لأَنَّ الحروف وُضعت للاختصار، والمُختصَر لا يجوز اختصاره؛ لأَنَّ الاختصار إجحافٌ به، ولأَنَّ «لا» تركبَّت مع «سِيَّما» وصارتا كالكلمة الواحدة، فتُساق لترجيح ما بعدها على ما قبلها، فيكون ما بعدها كالمُخرَج عن مساواة ما قبلها إلى التفضيل، فقولهم: (تُستحبُّ الصدقةُ في شهر رمضان ولا سِيَّما في العشر الأواخر) معناه: واستحبابها في العشر الأواخر آكد وأفضل، فهو مُفَضَّلٌ على ما قبله، إذا تقرَّر هذا فلو قيل «سِيَّما» بغير نفي اقتضى التسوية وبقي المعنى على التشبيه، فيكون التقدير: (تستحبُّ الصدقة في شهر رمضان مثل استحبابها في العشر الأواخر) ، ولا يخفى ما فيه من تغييرٍ للمعنى المراد؛ لذهاب التفضيل. ينظر المصباح المنير ص ١١٤ "سي"، والأشباه والنظائر ١/٧٩، وتاج العروس ١٠/١٨٨ "سوو".
(٢) يحتمل أن يكون نائب الفاعل هنا ضميرا راجعا ل «لا» ، ويحتمل أن يكون ضميرا راجعا ل «الواو» وهو الأقرب، أما حذف «لا» فقد انفرد بإجازته القرافي في الاستغناء ص ١٢٠ والرضي في شرحه للكافية ٢/٧٩٣، وليس لهما شاهد. ينظر تعليق الفرائد ٦/١٥٥، وحاشية الصبان ٢/١٦٨، وذكر صاحب حماة في الكُنَّاش ١/٢٠١ والفيومي في المصباح المنير ص ١١٤ "سي" أَنَّ «لا» يصحُّ حذفها من «لا سِيَّما» للعلم بها وهي مرادة، كقولك: (أكرَمَ الناسُ العلماءَ سِيَّما صديقُهُ) .
... أما حذف الواو فَمَنَعَهُ ثعلب، وأجازه غيره من العلماء مستدلين بشواهد منها الشاهد الذي سيذكره المصنف بعد قليل. ينظر الارتشاف ٣/١٥٥٢ و ١٥٥٣، والمغني ص ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>