للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في موضع آخر: (( ... فمن المعية الخاصة قوله س إن الله مع الصابرين ش، س إن الله مع المحسنين ش، س إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ش، س واعلموا أن الله مع المتقين ش (١) ، س لا تحزن إن الله معنا ش، ومن العامة س وهو معكم أينما كنتم ش، وقوله س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ش الآية)) (٢) .

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: ((ومعيته مع أهل طاعته خاصة فهو سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ... ))

فالمعية العامة تقتضي التحذير من علمه واطلاعه وقدرته وبطشه وانتقامه.

والمعية الخاصة تقتضي حسن الظن بإجابته ورضاه وحفظه وصيانته)) (٣) .

وقال الشوكاني رحمه الله في شرح حديث ((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني)) .

قال: ((فيه تصريح بأن الله تعالى مع عباده عند ذكرهم له، ومن مقتضى ذلك أن ينظر إليه برحمته، ويمده بتوفيقه وتسديده، فإن قلت: هو مع جميع عباده كما قال سبحانه وتعالى س وهو معكم أينما كنتم ش، وقوله جلّ ذكره س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ش الآية.

قلت: هذه معية عامة، وتلك معية خاصة حاصلة للذاكر على الخصوص بعد دخوله مع أهل المعية العامة، وذلك يقتضي مزيد العناية ووفور الإكرام له والتفضل عليه، ومن هذه المعية الخاصة ما ورد في كتابه العزيز من كونه مع الصابرين، وكونه مع الذين اتقوا، وما ورد هذا المورد في الكتاب العزيز أو السنة، فلا منافاة بين إثبات المعية الخاصة وإثبات المعية العامة)) (٤) .

وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: ((معية الله التي ذكرها في كتابه نوعان:

معية العلم والاحاطة وهي المعية العامة، فإنه مع عباده أينما كانوا.


(١) البقرة ١٩٤.
(٢) مختصر الصواعق ٢/٢٦٦-٢٦٧.
(٣) فتح الباري لابن رجب ٢/٣٣٤.
(٤) تحفة الذاكرين ص ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>