للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول والآخر، ولا يخرجونه من حروفهما ليعرف ... فمن ذلك عَبْشَمِيٌّ، وعَبْدَرِيٍّ"١.

وقد حاولوا أن يُقَعِّدوا له بالاستنباط من شواهده القليلة، والاعتماد على قولِ الخليل؛ فذكروا٢ أنه يؤخذ من كلٍّ من الكلمتين الفاءُ والعينُ؛ نحو (عَبْشَمِيٌّ) في عبدِ شمسٍ، وإن كان عين الثاني معتلاً أُكْمِلَ البناء بلامه؛ نحو (عَبْدَرِيٌّ) في: عبدِالقيس، وعبد الدار.

غير أن ذلك لا يطَّرد؛ وبخاصة فيما نحت من أكثر من كلمتين؛ كقولهم: (حَوْلَقَ) و (حَوْقَلَ) و (بَسْمَلَ) . ويأخذ النحت - عند القدامى- اتجاهين؛ أحدهما لجمهور اللغويين والصرفيين والنحاة؛ وهو أن ينحت من كلمتين أو من جملة على وزن (فَعْلَل) في الغالب؛ على نحو ما ذكر قبل قليل.

أمَّا الاتجاه الثاني فمذهب ابن فارس٣ وقد توسَّع في النحت؛ وهو أن ينحت على أيِّ وزن من أوزان العربية المستعملة في الرّباعيّ أو


١ الكتاب٣/٣٧٦.
٢ ينظر: شرح الشافية للرضي ٢/٧٦، وشرح التسهيل للمرادي٣٢٢ب.
٣ استأثر مذهب ابن فارس باهتمامات الدارسين المتأخرين؛ فتناوله غير واحد منهم بالدرس والتحليل والنقد. ينظر على سبيل المثال: أحمد بن فارس، لهادي حمودي ص ٣١٥-٣١٧، والاشتقاق، لعبد الله أمين ص ٤٠١-٤٠٥، والنحت في اللغة العربية، لنهاد الموسى ص ١٥٣-١٩٢، والنحت في العربية، لمحمد حسن عبد العزيز١٢-١٤، والنحت، لوجيه السمان ص ١٠١، وبنا الرّباعيّ ومعانيه، لإبراهيم السامرائي ص١٠٤-١١٤، ونشوء الفعل الرّباعيّ، لأحمد هريدي ص ١٨-٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>