للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل رفعها، وتدلُّ الفاء -أخيراً- على الظُّهور والانفتاح والفصل؛ وهو ما يناسب المرحلة الثَّالثة من (الغرْفِ) عندما تظهر المِغرفة بعد استتارها١.

على أنَّ خصيصة الحرف الدِّلاليَّة لم تغب عن علمائنا القدامى، وعلى رأسهم ابن جني الَّذي عقد بابين لذلك؛ أحدهما (تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني) ٢ وثانيهما (إمساس الألفاظ أشباه المعاني) ٣ غير أنَّه لم يزعم قط أنَّ الأُحاديَّ أصل من الأصول؛ بل لم يتعدّ بما نقص عن الثُّلاثيّ في الأصول.

وممن أشاد بنظريَّة أحاديَّة الأصول الدُّكتور توفيق شاهين٤؛ فمال إليها ودافع عنها بحرارة، واتَّهم منتقديها بعدم تقديم بديل لها! وقال عن الأحاديَّة أنَّها "ولا شكَّ -كانت مرحلة، ثم تخطّتها البشريَّة؛ عندما سنحت لها فرصة تطوّر، وظرف رقيٍّ"٥.

وفي نظري أنَّ هذه النَّظريَّة غير مقبولة في أصول اللُّغة العربيّة؛ لأنَّها لا تستند إلى حقائق لغويَّة ثابتة، ولا يخلو الخوض فيها إلى العودة إلى ما وراء التَّاريخ، وارتكاب التَّعسُّف والشَّطط، والرَّجم بالغيب.


١ ينظر: الوجيز في فقه اللُّغة ٣٧٣، وأصول اللُّغة العربيّة بين الثنائية والثُّلاثيّة٢٠.
٢ ينظر: الخصائص٢/١٤٥.
٣ ينظر: الخصائص ٢/١٥٢.
٤ ينظر: أصول اللُّغة العربيّة ٢١.
٥ أصول اللُّغة العربيّة ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>