للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن التّداخل بين المثال والصّحيح ما وقع بين (ي ف ن) و (ف ن ن) في (اليَفَنِ) وهو الشّيخ الكبير؛ وهو يحتمل الأصلين. فيجوز أن يكون أصله (ي ف ن) وعلى هذا أكثر المعاجم١. ونصّ ابن عصفورٍ٢ على أصالة الياء؛ ولم أقف لهذا الأصل على اشتقاق واضحٍ.

وذهب بعضهم إلى أنّ أصله (ف ن ن) وقد حكى ذلك ابن منظورٍ عن ابن برّيّ بقوله: "وقال بعضهم: هو على تقدير (يَفْعَلُ) لأنّ الدّهر فنَّه وأبلاه"٣.

وما حكاه بعيدٌ؛ فلم يسمع - فيما أعلم - في (اليَفَن) تشديد النّون؛ حتّى يشتقّ من (الفَنَن) إلاّ أن يقال: إنّها خفّفت ثمّ نسي الأصل؛ فلم تُسمعْ مثقّلةً.

وثمّة أصلٌ - غير الأصلين المتقدّمين - وهو أن يكون (اليَفَن) مقلوباً من (ف ن ي) مشتقّاً من (الفِنَاء) واشتقاقه - حينئذٍ قريبٌ، ثمّ قدّمتِ الياء، فقالوا: (اليَفَن) فإن صحّ ما ذهبتُ إليه فإنّ وزن (اليَفَن) (لَفَعَ) .


١ ينظر: المقاييس ٦/١٥٧، والصّحاح (يفن) ٦/٢٢١٩، والتّكملة (يفن) ٦/٣٢٩، واللّسان (يفن) ١٣/٤٥٧، والقاموس (يفن) ١٦٠١، والتّاج (يفن) ٩/٣٧٠.
٢ ينظر: اللّسان (يفن) ١٣/٤٥٧.
٣ ينظر: اللسان (يفن) ١٣/٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>