للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسالة، ثم قلبت اللاّم بالتقديم، فقيل: مَلأَك، وتركت الهمزة لكثرة الاستعمال؛ فقالوا: مَلَك.

وأثر عن الكسائي١ أنه كان يقول بهذا الرأي.

والراجح أنه لا قلب فيه؛ فهو من (ل أك) كما ذهب الجمهور، ولو كان من (أل ك) لظهر في بعض تصاريفه، ولقالوا في جمعه (مَآلكة) وقد جاء الجمع على الأصل (ل أك) وهو (ملائكة) وقد ورد في القرآن الكريم أكثر من سبعين مَرَّة.

على أن بعضهم ذهب إلى أنه من (م ل ك) ووزنه (فَعَل) والهمزة في (مَلأَك) زائدة، ووزنه (فَعْأل) والملائكة عندهم (فَعَائِلة) .

وممن قال بهذا الرأي أبو عبيدة٢، وابن كيسان الّذي اشتقه من الملك "لأنه مالك للأمور الّتي جعلها الله إليه"٣

والّذي أراه أن ألأصل في ذلك (ل أك) لظهور الهمزة في المفرد في قولهم: (ملأك) وفي الجمع في قولهم: (ملائكة) فحمل (ملأك) على (فَعْأل) بعيد؛ لأن (فَعْأَل) قليل لا يرتكب مثله إلا بظهور اشتقاق: كما في (شَمْأَل) ٤.

ويُعَضِّد ذلك وجود نظيره في بعض اللغات السامية، ولا زال فعله


١ ينظر: الصّحاح (ملك) ٤/١٦١١، ورسالة اللائكة ٦.
٢ ينظر: مجاز القرآن ١/٣٥.
٣ ينظر: شرح الشافية للرضي ٢/٣٤٧.
٤ ينظر: شرح الشافية للرضي ٢/٣٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>