للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذهب الجمهور إلى أن أصله (مَلأَكٌ) من (ل أك) واشتقاقه من قولهم: لأَكَلَه؛ أي: أرسله، فحذفت همزة (مَلأَك) لكثرة الاستعمال وألقيت حركتها على اللاّم، أو خفف تخفيفا بطرح الفتحة علىاللاّم١؛ كما تقول في (مسألة) : مسلة.

ووزن (مَلَك) قبل التخفيف (مَفْعَل) وبعده (مَفَل) وكأنه بمعنى المصدر جعل بمعنى المفعول؛ لأن المصادر تأتي بمعنى المفعول كثيرا٢.

واستدلوا على أنه من هذا الأصل بقول الشاعر:

أَلِكْنِي إلى قَوْمِي السَّلامَ رِسَالَةً ... بآيَةِ ما كَانُوا ضِعَافًا ولا عُزْلا٣

فأصله (ألئكني) فخففت الهمزة بأن طرحت كسرتها على اللاّم.

ورده الآخر إلى أصله؛ فقال:

فَلَسْتَ لإِنْسِيٍّ ولَكِنْ لِمَلأَكٍ ... تَنَزَّلَ من جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ٤

وبقولهم في جمعه: مَلائِك ومَلائكة؛ فردوا المحذوف إليه.

وقيل: إنه مشتق من (أل ك) فأصله (مَأْلَك) من الأَلُوكة؛ وهي:


١ ينظر: المنصف ٢/١٠٣.
٢ ينظر: شرح الشافية للرضي ٢/٣٤٧.
٣ ينظر: الكتاب ١/١٩٧، وشرح أبيات الكتاب لابن السيرافي ١/٧٩، والمنصف ٢/١٠٣.
٤ ينظر: المفضليات ٢٩٤، ومجاز القرآن ١/٣٣، والمنصف ٢/١٠٢، تهذيب إصلاح المنطق ١/٢٢٤، والمقتصد في شرح التكملة ٢/٨٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>