للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعبارة (قلتُ) ١.

ج- نقداته في الميزان:

كان الصَّفَدِيّ دقيقاً في اختياره مواضع النّقد، منصفاً في اعتراضاته على الجوهريّ، ويظهر ذلك في أكثر اعتراضاته الَّتي كان الصّواب فيها حليفه٢ وهو يذكرنا في هذا الشَّأن بابن برّي، ولا غرابة في ذلك، فهو من أهمّ مصادره، ومع ذلك فإن الصَّفَدِيّ قد يخطِّئ الجوهريَّ؛ اعتماداً على أحد رأيين متعارضين في المسألة؛ لكلٍّ منهما وجه في الصّناعة.

وخير مثال لهذا انتقاده صاحب (الصِّحاح) في كلمة (الفِئَةِ) بمعنى: الطّائفة؛ الَّتي وضعها الجوهريّ في (ف ي أ) من باب الهمزة؛ فقد ألزمه الصَّفَدِيّ بأن يضعها في (ف أو) من باب المعتلّ؛ على رأي من يقول: إنّ المحذوف منها اللاّم، ولا يلزم ذلك الجوهريّ؛ لأنّ في المحذوف من (الفِئَة) خلافاً معروفاً بين العلماء، ولهم فيها رأيان، فمنهم من يجعل المحذوف منها: العين، ويشتقّها من: فَاءَ يَفِئ بمعنى رَجَعَ، ومنهم من يجعل المحذوف منها اللاّم؛ وهو الواو، ويشتقّها من: فَأَوْتُ رأسَهُ.

وقد تقدَّم تفصيل هذه المسألة. ويبدو أنّ الصَّفَدِيّ قد عوّل فيها على ما قاله ابن برّي، وأخذ برأيه من غير مراجعة.


١ ينظر: نُفوذُ السَّهم ٩أ، ١٢ب، ١٣ب، ٤٢ب، ٤٨أ، ٧٣ب، ويقابل ذلك بما في التّنبيه والإيضاح على التّوالي: (ظمأ) ١/٢٣، (هوأ) ١/٣٥، (ترب) ١/٤٥، و (قلح) ١/٢٦٤، و (ددم) ٢/٢١، و (قسر) ٢/١٨٨.
٢ ينظر: نُفوذُ السَّهم ١٠ب، ١٢ب، ١٣أ، ب، ١٤أ، ١٦أ، ٢٨ب، ٣٨أ، ٣٩ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>