للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخبير الموجد من العدم هو الإله المعبود بحق وحده جل وعلا.

وهذا الإيضاح من الشيخ -رحمه الله- يدل على المكانة العظيمة لهذا الدليل الذي يلقم كل جاحد ومكابر ومشرك الحجة، ويجعل ألوهية الخالق ووحدانيته من الأمور البديهية التي لا يعرض عنها من رزقه الله عقلاً مستقيماً، وفطرة سليمة.

خامسا: اختلاف الليل والنهار:

الليل والنهار من الآيات العظيمة الدالة على عظمة الخالق وكمال قدرته، وأنه المنعم على عباده بهذه النعم الجزيلة التي توجب عليهم ان يقابلوها بالشكر والثناء والانقياد لهذا الإله العظيم.

يقول الشيخ رحمه الله مبيناً هذا الجانب: " والآيات الدالة على إختلاف الليل والنهار- من أعظم الآيات الدالة على عظمة الله واستحقاقه للعبادة وحده-كثيرة جداً, كقوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ} الآية ١، وقوله: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ} ٢. وقوله: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} الآية ٣: وقوله تعالى: {وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} ٤. وقوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَر} ٥الآية، وقوله تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ} ٦: والآيات بمثل هذا كثيرة جداً. وقوله تعالى: {أَفَلا تَعْقِلُونَ} ٧: أي تدركون بعقولكم أن الذي ينشئ السمع والأبصار


١ سورة فصلت، الآية [٣٧] .
٢ سورة يس، الآية [٣٧] .
٣ سورة الأعراف، الآية [٥٤] .
٤ سورة يس، الآية [٤٠] .
٥ سورة النحل، الآية [١٢] .
٦ سورة يونس، الآية [٦] .
٧ سورة المؤمنون، الآية [٨٠] .

<<  <  ج: ص:  >  >>