للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأفئدة، ويذرؤكم في الأرض وإليه تحشرون، وهو الذي يحيي ويميت، ويخالف بين الليل والنهار: أنه الإله الحق المعبود وحد جل وعلا، الذي لا يصح أن يسوى به غيره سبحانه وتعالى علواً كبيراً" ١.

واختلاف الليل والنهار من أعظم النعم التي امتن الله بها على عباده، فلو كان الليل سرمداً لتعطلت الحياة، وأصبح الإنسان في خمول وكسل. وكذلك النهار لو جعله الله سبحانه وتعالى مستمراً لكان الناس في تعب وإرهاق. لكنه العليم الخبير جعلهما يلفان الأرض، لا يتأخران عن وقتهما؛ فهما آيتان من آيات الله الباهرة التي يراها العباد في اليوم مرتين تنبئ عن وحدانية الخالق وعظمته، وكمال قدرته، واستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له.

سادساً: اختلاف ألوان المخلوقات:

إن ما نراه حولنا في هذا الكون من مخلوقات ذات ألوان مختلفة دليل على حكمة الخالق، وعظمته جل وعلا، وسعة علمه.

وتنوع ألوان هذه المخلوقات برهان قاطع، ودليل قوي على كمال الخالق، واستحقاقه للعبادة وحده، ودليل على سفه من ادعى أن هناك خالقاً غير الله يعبد من دون الله، أو مع الله تعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

ولا شك أن من صرف شيئاً من خصوصيات الله لغير الله فقد جاء بغاية الكفر والضلال.

يقول الشيخ الأمين -رحمه الله- موضحاً هذا الجانب: "إن اختلاف ألوان الآدميين، واختلاف ألوان الجبال، والثمار والدواب، والأنعام؛ كل ذلك


١ أضواء البيان ٥/٨١٠-٨١١. وانظر المصدر نفسه ٥/٧٣٨-٧٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>