للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ردها، ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر. وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل: لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر، فنثبت هذه الصفات، وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ١"٢.

وقال الإمام أبوالحسن الأشعري٣-رحمه الله-: "وأجمعوا على وصف الله تعالى بجميع ما وصف به نفسه، ووصفه به نبيه من غير اعتراض فيه، ولا تكييف له، وأن الإيمان به واجب، وترك التكييف له لازم"٤.

وقال الإمام ابن خزيمة٥-رحمه الله-: "فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز، وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر مذهبنا أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه، ونقرّ بذلك بألسنتنا، ونصدق ذلك بقلوبنا، من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، عزّ ربنا عن أن يشبه المخلوقين، وجلّ ربنا


١ سورة الشورى، الآية [١١] .
٢ فتح الباري ١٣/٤١٨. وانظر طبقات الحنابلة ١/٢٨٣.
٣ هو علي بن إسماعيل بن أبي بشر، ينتسب إلى أبي موسى الأشعري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكنيته أبوالحسن، ولد في البصرة سنة (٢٦٠هـ) ، وتوفي على القول الراجح سنة (٣٢٤هـ) في بغداد. وكان له ثلاث أحوال: كان في أولاها معتزليا، وسلك في الثانية مذهب ابن كلاب، ورجع أخيرا إلى معتقد السلف، وألف عدة كتب في نصرة معتقدهم، ككتاب الإبانة ورسالة إلى أهل الثغر، ومقالات الإسلاميين.
(انظر: البداية والنهاية ١١/١٩٩. وشذرات الذهب ٢/٣٠٣. ومقدمة تحقيق د/عبد الله شاكر لرسالة إلى أهل الثغر لأبي الحسن الأشعري) .
٤ رسالة إلى أهل الثغر ص٢٣٦.
٥ هو أبوبكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة السلمي النيسابوري الإمام الحافظ الحجة. كان سلفي العقيدة على طريقة أهل الحديث. من مصنفاته: متاب التوحيد، وكتاب الصحيح. توفي سنة (٣١١?) .
(انظر: سير أعلام النبلاء ١٤/٣٦٥. والبداية والنهاية ١١/١٦٠. وشذرات الذهب ٢/٢٦٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>