للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن مقالة المعطلين، وعزّ أن يكون عدماً كما قاله المبطلون؛ لأن ما لا صفة له: عدم. تعالى الله عما يقوله الجهميون"١.

وقال حافظ المغرب الإمام ابن عبد البر٢-رحمه الله-: "أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة، لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك، ولا يحددون فيه صفة محصورة"٣.

وقال ابن قدامة المقدسي٤-رحمه الله تعالى-: "وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف، كلهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله"٥.

وقال القاضي أبويعلى٦-رحمه الله-: "واعلم أنه لا يجوز ردّ هذه الأخبار على ما ذهب إليه جماعة من المعتزلة، ولا التشاغل بتأويلها على ما ذهب إليه الأشعرية. والواجب حملها على ظاهرها، وأنها صفات لله تعالى لا تشبه سائر الموصوفين بها من الخلق، ولا نعتقد التشبيه فيها، لكن على ما روي عن شيخنا وإمامنا أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وغيره من


١ كتاب التوحيد لابن خزيمة ١/٢٦.
٢ هو الإمام يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي أبو عمر، من كبار حفاظ الحديث. ولد بقرطبة سنة (٣٦٨?) وتوفي سنة (٤٦٣?) له مؤلفات عظيمة منها: التمهيد والاستيعاب. قال الذهبي عنه: ((كان في أصول الديانة على مذهب السلف ولم يدخل في علم الكلام)) (انظر: سير أعلام النبلاء ١٨/١٥٣، وشذرات الذهب ٣/٣١٤) .
٣ التمهيد ٧/١٤٥.
٤ هو الإمام أبومحمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي. ولد سنة (٥٤١?) ، وكان عالم أهل الشام في زمانه. قال ابن النجار: ((كان إمام الحنابلة بجامع دمشق)) توفي بدمشق سنة (٦٢٠?) من مؤلفاته: لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد، وذمّ التأويل، والمغني.
(انظر: سير أعلام النبلاء ٢٢/١٦٥. وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ٢/١٣٣. وشذرات الذهب ٥/٨٨) .
٥ لمعة الاعتقاد ص١٠.
٦ هو القاضي أبو يعلي محمد بن الحسين بن محمد بن خلف البغدادي الفراء. شيخ الحنابلة، وعالم العراق في زمانه. توفي سنة (٤٥٨?) .
(انظر: سير أعلام النبلاء ١٨/٨٩. وطبقات الحنابلة ٢/١٩٣. والبداية والنهاية ١٢/١٠١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>