تاريخ وفاة السلطان أحمد فإن المولى علي يكون قد جاء قسنطينة قبل ١٠٢٧ والمهم الآن هو أن الفكون قال عن هذا الشيخ القاضي إن له فيه محبة وصداقة حتى لقد أخبره ذات مرة أنه لم يترك أصحابه وينزل عنده إلا تعظيما له. ولا شك أن هذا مبالغة أدبية فقط من المولى علي، ولكن الفكون رآها أمرا يفاخر به ويسجله في التاريخ.
ورغم أن علاقة الفكون بعلماء المغرب الأقصى تبدو قوية منذ معرفته بالشيوخ محمد التواتي وأحمد الفاسي ومحمد السوسي، وكذلك مراسلته مع بعضهم في فاس بشأن ما وقع له مع الفاسي المذكور، فإن من أشهر من ترك لنا أخبارا عن الفكون هو أبو سالم العياشي صاحب الرحلة الشهيرة. فقد عرفه معرفة وثيقة وحج معه سنة ١٠٦٤ عندما كبر الفكون وتغيرت بعض آرائه في الناس والحياة، وتراسل معه بعد ذلك، وحج مع ابنه في المرة الثانية، واطلع على كتبه واستفاد منها، وروى عن تلميذه الثعالبي. إذن فالعياشي مصدر هام من مصادر حياة الفكون. ونحن لا ندري رأي الفكون في العياشي، ولكن نعرف أن حديث العياشي ومراسلاته معه كانت بشأن الانتماء إلى طريقة الفكون وأخذ العلم عنه. وقد وصفه العياشي عندئذ بأنه كان في غاية الانقباض والانزواء عن الخلق، ومجانبا لعلوم أهل الرسوم (علوم الظاهر) بعد أنه كان إماما فيها (١) ولعل العياشي كان يردد في الحقيقة رواية الثعالبي (تلميذ الفكون) عن شيخه. وهذه هي