للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزيتونة. كما كانت بينه هو وبين القشاش المكنى بأبي الغيث، صهر تاج العارفين، مراسلة وصداقة (١) وتعتبر رسالة الفكون إلى تاج العارفين قطعة أدبية جيدة رغم طولها ولعل الغرياني قد واصل التراسل مع الفكون أيضا.

ويبدو أن شهرة الفكون أخذت في الانتشار منذ الأربعينات من القرن المذكور (الحادي عشر / ١٧ م) رغم وجود والده على قيد الحياة إلى سنة ١٠٤٥، فبالإضافة إلى هذه العلاقات مع رجال العلم والسياسة بتونس ومع أحمد المقري في المشرق، نجده يستقبل أحد علماء العثمانيين في داره بقسنطينة، وهو الشيخ القاضي الشهير بالمولى على الذي يقول عنه الفكون أنه كان من الموالي وأنه جاء قسنطينة من باب السلطنة الأحمدية (٢)، أي من الباب العالي ورغم أن الشيخ المولي علي كان يشتغل بالسياسة أيضا فإن الفكون نوه بمعرفته ونجابته وقوة عارضته وأخبر عنه أنه كان مشاركا في كل العلوم، وأنه كان يملك كتبا كثيرة. وقد هرع أصحاب السلطة في قسنطينة لاستقبال المولى علي (وعظموه تعظيما كبيرا). ولكن الدوائر دارت على هذا الشيخ الغرب وهو في الجزائر، بعد أن بلغ هناك حظوة ومجدا وتزوج وصدر الأمر باسمه، كما يقول الفكون. فقد ثار عليه عسكر الجزائر ونفوه فحل بتونس حيث توفي غريبا عن أهله وماله. وإذا نظرنا إلى


(١) عن شخصية بلغيث هذا أنظر ما سبق. ومنها نفهم أن بلغيث زوج ابنته المذكورة سابقا من محمد تاج العارفين (؟) حفيد أبي بكر خطيب جامع الزيتونة.
(٢) حكم السلطان أحمد من ١٠١٣ إلى ١٠٢٧.

<<  <   >  >>